السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 33 عاما، متزوج منذ ثلاث سنين، لدي ابن وعندي أخوان وأخت، أنا أصغرهم، وكلهم متزوجون.
عندما تقدمت للخطبة كان شرط أهل البنت أن يكون لنا مسكن خاص، أي بمعنى لا نسكن مع أبي وأمي، وقبلنا هذا الشرط، وبعد الخطبة بستة أشهر توفي والدي رحمه الله، حينها ترددت في شرط أهل البنت، ونفذنا شرطهم وبقيت أمي وحدها في المنزل.
الحمد لله، تيسرت أمور زواجي من مسكن خاص وعرس وغيره، وكان أفضل ما يكون، ثم بعد الزواج بدأت تضيق علي أمور الحياة، لا أعلم لماذا؟! كثرت ديوني، وأحاول أن أجتهد كثيرا في عملي، ولكن لا أتوفق أبدا، ولا أعلم لماذا؟ وكل ما أحاول أن أسدد ديوني تخرج لي ديون أخرى!
علما أنني ولله الحمد محافظ على صلاتي، وبعيد كل البعد عن الأمور الربوية، والحمد لله، دائما أبحث عن الخير ومساعدة الناس.
أرجو منكم نصحي، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوسع رزقك، وأن ييسر أمرك، وأن يعينك على قضاء دينك، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة.
بخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فكأني فهمت من رسالتك أنك تلمح إلى موقف أمك، ولعل بعدك عنها سبب في هذه المشاكل، أو سبب في هذه الضيقة التي أنت فيها، وسبب في تراكم وكثرة هذه الديون عليك، وأنا حقيقة لا أستبعد ذلك، لذلك أقول: أتمنى أن تعرض على زوجتك فكرة أن تكون والدتك معكم، إذا كانت تعيش وحدها.
أما إذا كانت تعيش مع إخوانك وهناك من يؤانسها ويقضي حاجتها فأرى أن الأمر يظل على ما هو عليه، وأن تبحث أنت على العوامل التي تؤدي إلى هذه المشاكل التي تتعرض أنت لها.
إذا كان هناك من يعيش مع أمك ويقضي حاجتها، وأنه ليس ينقصها شيء، وأنت تتردد عليها يوميا وتطمئن عليها، والأمور بينكما طيبة، فأرى أن وجودها بعيدة عن زوجتك يكون خيرا لك وخيرا لأسرتك كلها، لأن هناك أحيانا قد تحدث اختلافات في وجهات النظر ما بين زوجتك وأمك، وهنا تجد نفسك في موقف حرج للتوفيق بينهما.
إذا كانت والدتك كما ذكرت لها من يقيم معها – خاصة وأنا فهمت هذا من رسالتك – فاتركها على ما هي عليه، ولعل ذلك أن يكون خيرا.
أما إذا لم يكن معها أحد فأنا أقترح فعلا أن تعرض على زوجتك أن تضم أمك إليكما، لعل الله أن يكرمك ببركة إقامة أمك لديك، بأن ييسر أمرك ويعينك على قضاء دينك.
حتى إن كانت والدتك الآن تقيم مع إخوانك وليس عندها أي إشكال، فلا مانع أيضا من استضافتها في بعض الأيام، حتى ولو كانت على سبيل الضيافة، حتى تحل بك البركة على بيتك وعلى أهل بيتك، والبركة من الله، لأنك تعلم أن الله تبارك وتعالى يستحي من ذي الشيبة المسلم، ومما لا شك فيه أن والدتك إنسانة كبيرة طاعنة في السن خاصة بعد وفاة والدك، ولعل قلبها مكسور، فأنت عندما تأتي بها إلى البيت وتحاول وتجتهد في إكرامها، لعل الله أن يكرمك كرامة لأجلها، وأن يوسع رزقك بسبب وجودها عندك، فاجتهد بارك الله فيك في ذلك، هذا بالنسبة لموضوع الأسرة.
أما فيما يتعلق بالأسباب الأخرى: فأنت مطالب بالبحث في العوامل التي تؤدي إلى زيادة الديون، لأنه مما لا شك فيه أن هنالك عوامل تؤدي إلى هذا، فأنت محتاج أن تدرس واقعك دراسة متأنية لتعرف الأسباب التي تؤدي إلى تراكم الديون عليك، ثم بعد ذلك تبحث في العوامل التي بها تقضي على هذه الديون.
كذلك أيضا تحتاج إلى زيادة جرعتك الإيمانية؛ لأنه كلما زاد الإيمان كلما زاد تمكين الله تبارك وتعالى ونصر الله لك ومحبة الله جل جلاله لك، فحاول أن تحافظ على الأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء، وأكثر من الاستغفار، لأنك تعلم أنه من مفاتيح الأرزاق كما ورد في كلام الله تبارك وتعالى، وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بنية قضاء الحاجة، وكما ذكرت لك ابحث موضوع والدتك، إذا كانت تقيم وحدها فاقترح على زوجتك أن تأتي أمك لتقيم معكم، وأن تكون زوجتك هي التي تقدم لها الدعوة، حتى تشعر بأنها راضية عن وجودها عندك، وأن تحاول أن تصبر عليها.
أما إذا كان الأمر لا علاقة له بوالدتك فأقول: عليك بالأسباب التي أشرت عليك بها، وأسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وأن يوسع رزقك، وأن يسترك في الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.