السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أشكر جميع القائمين على هذا الموقع، جزاكم الله خير الجزاء.
عمري 24 سنة، وأدرس هندسة، ومتفوق دراسيا ولله الحمد, وأعاني من عيب خلقي بسيط، ودائما أقوم بتغطيته, للأسف الشديد أعاني من رهاب اجتماعي شديد منذ مدة طويلة, تقريبا منذ بداية المرحلة الثانوية، وقد ظهرت بشكل أقوى مع بداية دراستي الجامعية, مررت على أطباء نفسيين طلبا للعلاج منذ حوالي السنتين تقريبا، ولكن دون جدوى.
صرف لي أكثر من نوع من الأدوية التي لم تجلب لي إلا الأعراض التي أزعجتني كثيرا، فأتوقف عنها بعد مدة قصيرة من استخدامي لها, فأود أن أسرد بعض المشاكل التي أواجهها بسبب الرهاب، والتي أتمنى منكم بعد الله مساعدتي في تجاوزها:
أ) عند الدخول لمكان ممتلئ، أو عند دخولي لقاعة المحاضرة, تتغير حركة المشي بصورة غريبة؛ مما يسبب لي إحراجا شديدا.
ب) لا أستطيع الأكل أمام الأشخاص حتى أمام أهلي، مثلا لا أستطيع الإمساك بالملعقة عندما ينظر إلي شخص ما مثلا, عندها أقوم بالتظاهر بالشبع.
ت) يحدث لدي اهتزاز بصورة كبيرة في منطقة الرأس، ولا أستطيع التحكم فيه أبدا عند حدوث الرهبة.
ث) عند القيام بالتحدث مثلا، أو القيام بأفعال تثير الحماس, يحدث لدي خوف غريب، وتتغير ملامح الوجه، وتصبح واضحة لكل من يستمع إلي أو يراني, وهذا الموقف يحرجني كثيرا.
ج) تخصصي دائما يتطلب بصورة كبيرة التحدث أمام الجمهور، أو بما يسمى الـ (Presentation), فأنا على أعتاب التخرج، ولم أقم بأي (Presentation) أو أي عمل يتطلب العمل الجماعي، ودائما أقوم بالتهرب، وأتعبني كثيرا من الناحية الدراسية والنفسية.
ح) دائما أنزعج كثيرا عندما يقوم أحد ما بالمزح معي مثلا، ولو كان شيئا بسيطا.
حاليا أقوم بالإعداد لمشروع التخرج، والذي يتطلب مني عمل الـ (Presentation) ولن أتمكن من التخرج إلا بإنهائه حسب قوانين القسم، وأنا الآن في حالة يأس شديد.
أملي كله بعد الله فيكم.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد الزهراني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
رسالتك واضحة جدا، والأعراض التي أجملتها في الست نقاط التي ذكرتها واضحة جدا، وأنا أقول لك بالفعل أنك تعاني من رهاب اجتماعي، الحمد لله هو من درجة بسيطة، وكل معاناتك التي أوضحتها في النقاط المذكورة هي دليل على وجود هذا الرهاب.
أيها الفاضل الكريم: أولا أهم علاج للخوف الاجتماعي هو أن يحقر الإنسان الفكرة، وأن يصححها، ومن أجل تصحيحها يجب أن تدرك أنك لست أقل من الآخرين، أنك صاحب مقدرات، وألا أحد يراقبك، حين تقوم بـ (Presentation) أو أي شيء من هذا القبيل، الناس تريد أن تستمع لما تقول، ولا تريد أن تنظر إلى جسدك أو شيء من هذا القبيل، فيا أيها الفاضل الكريم: يجب أن تحقر فكر الخوف في مثل هذه المواقف.
الأمر الثاني: عليك بالاندماج، عليك بالتفاعل الاجتماعي، احرص على ممارسة رياضة جماعية، على الصلاة في المسجد مع الجماعة، التواصل الاجتماعي هو من الأسس الرئيسة جدا لعلاج مثل حالتك.
ما أسميته من عيب خلقي بسيط وأنك تقوم بتغطيته: لا، هذه الاختلافات التخليقية البسيطة موجودة لدى الكثير من البشر، وأن تقوم بتغطيته هذا سوف يزيد من اهتزاز ثقتك في نفسك، لا تغطيها أيها الفاضل الكريم، أنت رجل، أنت -إن شاء الله تعالى– مكتمل الخلق والخلقة، وأمرك طيب جدا، فلا تنظر لنفسك بهذه الطريقة السلبية.
أنت مررت على أطباء نفسيين منذ حوالي سنتين تقريبا، وقد صرفت لك الأدوية، والأدوية ممتازة لكن يجب أن تدعمها بالعلاج السلوكي على الأسس التي ذكرناها لك، هذا مهم جدا، ودواء واحد سوف يفيدك، عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat) ويعرف علميا باسم (باروكستين Paroxetine) على وجه الخصوص، الدواء الذي يعرف باسم (زيروكسات CR) ممتاز جدا.
ابدأ في تناوله بجرعة 12.5 مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم اجعلها عشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، وتناول الدواء بعد الأكل سيكون مفيدا جدا لك، ويجب أن تلتزم بهذه الجرعة وخطوات العلاج التي ذكرتها، وإن شاء الله تعالى سوف تجد منه فائدة كبيرة جدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.