السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي منذ طفولتي عندي وساوس وخوف بدون سبب، لكن كنت أتجاهل، وأحاول أن أعيش حياتي، لكن منذ عام زادت علي الوساوس بدون سبب، وشعرت بخوف لدرجة الفزع، وبقيت أبكي، خوف فظيع، ووسواس متواصل، وأفكار غريبة ورهيبة وبدون سبب.
ذهبت للطبيب، فوصف لي (سروكسات سي ار 25 مجم، وامبريد، وبروزام) لكن حالتي زادت سوء، فغير لي الطبيب العلاج، وأعطاني (ستاتومين 100 قرص، والمادة الفعالة فلوفو كسامين ماليات) صباحا و(اولابكس 5 ملجم) قرصا مساء) و(لامكتال 50) قرصا مساء، و(اكنيتون).
تحسنت تحسنا كبيرا، لكنه لم يدم، يعني الأعراض تأتي بشكل خفيف، فزاد لي جرعة (الاولابكس، ولامكتال) وأصبحت آخذ قرص (لامكتال 100 ملجم) مساء، وقرص (اولابكس 10 ملجم) مساء، فتحسنت حالتي تحسنا أكبر، ثم خفض لي الجرعة، وبقيت أمشي على الجرعة القديمة.
المشكلة أن موعدي كان الشهر الماضي، وهو مسافر، فهل أوقف العلاج من نفسي؟ أم أنتظر عودته؟ فقد تحسنت تحسنا كبيرا.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
المخاوف يمكن أن تعالج، الوساوس يمكن أن تعالج، الإنسان يستطيع أن يتغير ولا شك في ذلك، والخوف والوسوسة تعالج من خلال التحقير، وأن يعيش حياته بقوة وبفعالية، وألا تترك أي مجال للفراغ، لا الفراغ الذهني ولا الفراغ الزمني، واجعل حياتك فعالة: أكثر من التواصل الاجتماعي، مارس الرياضة، طور من ذاتك... هذه علاجات مهمة وأساسية.
بالنسبة للعلاج الدوائي: الأدوية كثيرة ومتشابهة ومتشابكة في ذات الوقت، لا أنصحك أبدا بالتوقف عن الأدوية إلا بعد استشارة طبيبك، استمر عليها، والمتابعة مع الأطباء مهمة، خاصة إذا كان الإنسان يتناول أكثر من دواء، وخيارات الأدوية أصبحت الآن كثيرة جدا، وأنا دائما أحتم على المتابعة، المتابعة ضرورية.
الإنسان إذا زار طبيبه مرة كل ثلاثة أشهر هذا -إن شاء الله تعالى- فيه خير كثير جدا، لأن مقابلة الطبيب –خاصة الطبيب الثقة– تدعم من الآليات العلاجية، يعني أن هنالك قيمة غير محسوسة تدفع العلاج عندما يقابل الإنسان الطبيب، وأيضا المقابلة فيها فرصة جيدة لتطرح أي أسئلة تدور بخلدك، تطرحها على طبيبك، وفي ذات الوقت تتلقى الإرشاد اللازمة، وتوضع لك الخطة اللازمة لتخفيف الأدوية حتى تتوقف عنها تدريجيا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.