السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ مدة ليست بالطويلة، أي منذ حوالي 4 أشهر سافرت إلى السودان لحضور عزاء في وفاة والد زوجتي، وكنت على أتم الصحة والعافية، والحمد لله، جلست هناك 4 أيام، ومن ثم رجعت إلى السعودية من جديد، فبدأت معي الحالة وأنا في مطار الخرطوم، ولكن كانت بشكل عابر، حيث أحسست بضيق في التنفس، أو ما يسمى بكتمة، ولكن أستطيع التنفس، ولم تصل لحد التأزم وطلب المساعدة، فهي كانت دقائق فقط، ذهبت بعد استنشاقي لبعض الماء، وشربي للشاي.
بعد وصولي بأكثر من يومين أو 4 أيام تقريبا، كنت في وقت العمل، وذهبت للغداء في الخارج (كنتاكي) وبعد رجوعي أحسست بضيق وكتمة، ولكن هذه المرة ذهبت إلى المستشفى (الطوارئ)، وعند فحصي بالكامل وجدوا أن نسبة الأوكسجين ممتازة، وأني لا اشكو من أمراض قلبية، ولا من أي شيء، وأعطوني أوكسجينا طبيعيا لكي أهدأ، ومن بعدها ذهبت وقدت السيارة، وأوصلت والدتي إلى المطار ورجعت، ولكن كنت أحس بهذه الكتمة، وكأنما أريد أن آخذ نفسا كاملا ولا أستطيع إلا بعد محاولات.
ذهبت إلى دكتور القلب، وأعد لي جميع الفحوصات بالجهد وغيرها، من أشعة تلفزيونية، وتأكد من أنني لا أشكو من أمراض قلبية، وجميع تحاليلي سلبية، ولله الحمد والشكر، ولكن ظلت الحالة على ما هي عليه، فلجأت إلى الرقية الشرعية، حيث كان ينتابني شعور بالموت ومفارقة زوجتي وابنتي، والخوف عليهما من بعدي.
بعد الرقية وزيت الزيتون المقروء عليه، وماء زمزم المقروء عليه أيضا -علما بأني أنا من قرأت فيهم- ومواظبتي على أذكار الصباح والمساء، والحفاظ على الصلاة في المسجد قدر المستطاع، وبعد عودة زوجتي وابنتي من السفر؛ لا أنكر أني تحسنت وذهبت عني الوساوس التي ذكرتها سابقا، ولكن يظل التنفس به بعض الصعوبات، عن أخذ النفس العميق في بعض الأحيان.
علما بأني عند النوم لا أحس بشيء أبدا، وأنام بارتياح كامل، وعند ممارسة الرياضة (كرة القدم) لا أحس بتعب، ولياقتي جيدة، ولله الحمد والمنة، وحصل لي موقف قبل عودة زوجتي وابنتي من السفر، في رمضان نمت صائما وأفطرت هذا اليوم على ماء زمزم المقروء عليه، كوبا واحدا، ومن ثم ذهبت إلى أهلي لأفطر فلم أستطع، وارتعشت بطني بقوة، لدرجة أني أحسست بالموت، ونمت على السرير، فغفوت، وعندما صحوت بعد ساعتين أو ثلاث وكأن شيئا لم يحصل، وكنت في كامل صحتي، وأكلت وخرجت وجلست مع أصدقائي.
أريد أن أعرف ما هذا الذي يحصل؟ لماذا عندما ألعب وأنام وأجلس مع أصدقائي لا يحصل لي شيء؟ وعندما أكون في العمل أو عندما أجلس في البيت مع زوجتي وابنتي؛ أحس بصعوبة في أخذ النفس؟ وعفوا لم أذكر بأني راجعت دكتور الباطنية، ونصحني بعدم الوسوسة لأنه لا يوجد بي شيء، وفي بعض الأحيان أشك في أنفي هل هو مسدود؟ أو في المريء والبلعوم شيء؟ حيث إني لم أفحصهم، فوالله لقد تعبت من التفكير.
كما أني أدخن الشيشة بشكل خفيف، برجاء الإفادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصعب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب، وأشكر لك وصفك الجميل للذي حدث لك، وأقول لك: إن الذي عانيت منه في مطار الخرطوم كان نوبة هرع بسيطة، وبعد ذلك حصلت لك نوبة مماثلة لكنها كانت أطول، وذهبت على أثرها للطوارئ، والحمد لله كان كل شيء سليما، وهذا هو الذي يحدث دائما: نوبة حادة، تسارع في ضربات القلب، كتمة، ضيق في النفس، ويذهب الإنسان إلى الطوارئ اعتقادا منه أنه ربما يعاني من أزمة قلبية، وتكون النتائج سليمة جدا.
أخي الكريم: ليس لدي أي شك في أنك تعاني من قلق المخاوف ذو الطابع الوسواسي، وكانت البدايات قطعا هي نوبات الهرع أو الفزع.
الخطوات العلاجية واضحة جدا وبسيطة في حالتك:
أولا: أن تمارس الرياضة، وتكون حريصا على ذلك، وأنت الحمد لله تعالى رياضي.
ثانيا: تدرب على تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تتطلع عليها وتطبقها بحذافيرها، هذا يفيدك كثيرا.
ثالثا: أنت محتاج لأحد الأدوية الرئيسة التي تستعمل لعلاج قلق المخاوف الوسواسي، يضاف إليه أحد مضادات القلق، الدواء الأفضل هو يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) وهو متوفر في المملكة العربية السعودية، والجرعة هي أن تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرون مليجراما) تتناولها ليلا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة.
جرعة هذا الدواء حتى أربع حبات في اليوم، لكن أعتقد أن حبة واحدة كافية بالنسبة لك، تناولها باستمرار لمدة ستة أشهر، بعد اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أرجو أن تدعم السيرترالين بدواء آخر يعرف تجاريا باسم (جنبريد genprid) ويعرف أيضا تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) تناوله بجرعة كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذه الأدوية سليمة وفاعلة جدا، فقط ربما تفتح شهيتك قليلا نحو الأكل، كما أن الزولفت ربما يؤخر القذف المنوي قليلا عند المعاشرة الزوجية، لكن ليس له علاقة أبدا بموضوع الإنجاب أو التدخل في أمور الذكورة، هو سليم جدا.
بالنسبة أنك تشك حول أن أنفك مسدود أو المريء؟ .. هذا لا يمكن أن يكون أبدا، المريء أو البلعوم لا يمكن أن يكون فيهما انسداد، بالنسبة للأنف: في بعض الأحيان قد يكون هنالك انحراف بسيط يعطل بعض الشيء من سير الهواء، لكن هذا لا يسبب ضيقة في الصدر أبدا.
أخي الكريم: أنا مطمئن تماما لحالتك الصحية، خاصة الجسدية، وإن شاء الله تعالى النفس سوف يعود كما كان، أرجو أن تتبع ما ذكرته لك، وأن تعيش حياتك بقوة وتفاؤل، أنت لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، فلا تجعل الوسوسة تأخذ طريقا إلى نفسك أبدا.
تدخين الشيشة –أخي الكريم– أرجو أن تخفف منه تدريجيا إلى أن تتوقف منه، فليس فيها خير أبدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.