تنتابني وساوس الموت والقلق والتوتر .. كيف أعالج نفسي من هذه الأمراض النفسية؟

0 272

السؤال

السلام عليكم

عمري 17 سنة، أعاني من وسواس الموت والقلق والتوتر، واليوم شعرت بألم خفيف في القلب نتيجة جلوسي الخاطئ، هل هذه أعراض مرض القلب؟ علما بأنني أجريت تخطيطا للقلب قبل شهرين والنتائج سليمة، -ولله الحمد- كيف أعالج نفسي من هذه الأمراض النفسية؟ لأنني أخاف أن تتطور هذه الأعراض وتصبح أمراضا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التوتر والقلق، وبعض الوساوس، والمخاوف خاصة حول الموت هي أمر عادي جدا في مثل عمرك، كثير من اليافعين والشباب في مراحل المراهقة يمرون بمتغيرات كثيرة، تغيرات نفسية، وتغيرات عاطفية وفسيولوجية، وهرمونية، واجتماعية، وبما أننا الآن نعيش في عصر قلت فيه أصلا الطمأنينة بين الناس، وهنالك مشاكل هوية، مشاكل انتماء، ماذا يحمل المستقبل لي؟ هذه كلها أسئلة يطرحها الشاب على نفسه، وهذا قد تؤدي إلى القلق، وإلى التوترات، والوساوس، وأنا أعتبر هذه الأعراض عابرة -إن شاء الله تعالى-.

وما تحس به من ألم في القلب: أقول لك: قلبك سليم، القلب لا يؤلم، الذي يحدث لك هو أن القلق والتوترات هذه تنعكس على عضلات القفص الصدري لديك، فتجعلها تنقبض وتتوتر، وهذا يعطيك الشعور بالألم الخفيف أو الكتمة، وبعض الناس يشتكون من نغزات في منطقة الصدر، والربط بين هذه الآلام الخفيفة وأمراض القلب غير موجود، أي أنك لا تعاني من أي مرض قلبي، أنا أؤكد لك ذلك.

وأيها الابن الفاضل: لا أريدك أن تعتبر نفسك مريضا نفسيا، أنت ذكرت أنك تعاني من أمراض نفسية، لا، هذه مجرد ظاهرة بسيطة، وهي ظاهرة القلق، وهي -إن شاء الله تعالى- عابرة.

إذا صحح مفاهيمك، وفي ذات الوقت أريدك أن تكون شابا نجيبا وملتزما بدينك، وبارا بوالديك، وأن تتواصل اجتماعيا، وأن تخطط لمستقبلك، التميز الأكاديمي مهم، فاحرص على المذاكرة، على التجويد العلمي، وهذا يصرف انتباهك عن هذا القلق والتوتر.

الرياضة أيضا مهمة جدا - أيها الابن الكريم - والرياضة تزيل القلق والخوف والتوترات، وهذا يعطيك -إن شاء الله تعالى- شعورا كبيرا بالاسترخاء.

أريدك أيضا أن تطبق تمارين الاسترخاء التي ذكرناها في استشارة بموقعنا والواردة تحت رقم (2136015) بها توجيهات بسيطة لكنها مفيدة وجيدة.

لا تخف – أيها الفاضل الكريم – ووساوس الموت لا تعريها اهتماما، اسأل الله تعالى أن يحفظك، وأن يطيل في عمرك في عمل الخير، وأن يجعل خير عمرك آخره، وخير عملك خواتمه، وأن يجعلك من أبناء الإسلام الموفقين، وأن يجري الخير على يديك، وأن تفيد نفسك وأهلك.

أنت لست مريضا – أيها الابن الفاضل – هذا أؤكده لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات