أحببت فتاة وأريدها أماً لأولادي وزوجة لي في الدنيا والآخرة

0 308

السؤال

السلام عليكم

عندي موضوع قد شغل تفكيري واستحوذ على جزء كبير من اهتمامي، فأرجو النصيحة.

أنا شاب في العام الثالث من الدراسة الجامعية، وبقي لي عامان، ومنذ بداية نشأتي وأنا -ولله الحمد- من شباب المساجد، ومن الله علي بالالتزام، وبفضل من الله ختمت القرآن الكريم -ولله الحمد- منذ 4 أعوام, ثم أصابتني انتكاسة في علاقتي بربي، وأنا في العام الأول للجامعة ظللت فيها حتى فترة قريبة في تذبذب، فيصيبني فتور أحيانا وأرجع إلى الله أحيانا أخرى.

منذ أكثر من سنة أعجبتني فتاة هي في قمة التدين والاحترام والأدب، رأيت فيها ما يجعلني أقول: إن هذه من أريد أن تكون أما لأولادي، وزوجة لي في حياتي، وفي الجنة بإذن الملك.

مع مرور الأيام ازداد تعلقي بها وإعجابي منها، ولكني شاب مع ذنوبي وتقصيري، إلا أني بفضل من الله أخذت عهدا على نفسي أني سأحاول بقدر الإمكان ألا أذنب مع من سأقضي حياتي في معيتها, فلم أقل لها كما قال لي الكثير: إني أحبك، ولم أبث لها بأي من مشاعري تجاهها، وقررت أن لا أقول لها، ولكني سأتقدم إلى أهلها بطلبها للخطبة، وقد فعلت وأخبرت أهلي عنها، وبإذن الله سأتقدم لطلب خطبتها في الصيف المقبل.

أنا شديد التعلق بها، مع أننا لا نتحدث أبدا، وآخر مرة قابلتها صدفة كانت منذ 6 أشهر، فما الحل؟ وما العلاج؟

أدعو الله في أغلب الصلوات بهذا الدعاء، (اللهم اجعل لي فيمن أحب نصيبا وقدر لي الخير معها)، فهل هنالك مشكلة في هذا الدعاء؟ ففي السابق كنت أقول: اللهم اجعل لي فيمن أحب نصيبا، حتى قال لي أحدهم: وما يدريك أن الخير في ذلك؟! فأضفت عليها وقدر لي الخير معها.

قمت بالعديد من الاستخارات على زواجي منها، فهل أنتظر علامة؟ كرؤيا منامية مثلا بشيء يدلني على ما أفعل؟

ذكرت أني قد مررت بفترة انتكاسة, من أشد المحفزات أني أخرج من هذه الانتكاسة فكانت هي، فكنت أقلع عن بعض المعاصي بسبب أنها تغضب الله في المقام الأول ثم بسبب أني أريد الزواج منها، فأحاول أن أكون أقرب إلى الله (الطيبات للطيبين), فهل هذا الأمر يعتبر من عدم الإخلاص؟

أريد النصيحة، جزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابننا الفاضل في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يثبتك ويصلح الأحوال، وأن يجعلها من نصيبك ويحقق لنا ولك الآمال.

ننصحك بأن تخلص في عملك لله، وأن تتوجه إلى الله بعملك الصالح، كما فعل الذين انسدت عليهم الصخرة فتوجهوا إلى الله بأخلص أعمالهم وأصدقها، فكشف الله لهم وعنهم.

أرجو أن ترسل أهلك ليتكلموا حتى لا تضيع منك الفرصة، ولا ننصحك بالمضي مع عواطفك إلا بعد تحويل الميل إلى علاقة شرعية، والتأكد من الموافقة الرسمية، والمشاركة من أهلك وأهلها، لأن الزواج ليس مجرد علاقة بين شاب وفتاة، بل هو بين أسرتين وربما قبيلتين.

عليك بأن تعجل بتوبة نصوح، وأكثر من الحسنات الماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وابحث في أسباب عدم الاستقرار في تدينك، وقد تحتاج إلى زيادة العلم الشرعي، وحسن التربية للنفس، بالإضافة إلى مصاحبة الأخيار والبعد عن الملهيات، واعلم أن ما عند الله من التوفيق والخير لا ينال إلا بطاعته.

بما أنك كنت متدينا، ومن أهل القرآن، فلسنا بحاجة إلى أن نحدثك عن لذة الطاعة، وما ينتج عنها من طمأنينة واستقرار نفسي، فابحث عن لذة العبادة واستعن بالله وتوكل عليه.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ولا مانع من الدعاء المذكور، واختمها بقولك ثم رضني به؛ لأن المعنى الموجود في دعاء الاستخارة فيه فوائد عديدة، ونذكرك بأنه ليس من شرط الاستخارة أن تعقبها رؤيا منامية، ولكن المستخير يسأل الخير ممن بيده الخير.

لقد اسعدنا تواصلك مع موقعك، ولك منا خالص الدعوات وأصدق الأماني.

مواد ذات صلة

الاستشارات