السؤال
السلام عليكم
كيف أعرف أني مسحور أو مصاب بالعين أو بالمس؟ فإن أصدقائي يقولون: إني مسحور أو مصاب بالعين! حتى صار لدي وسواس، لكن لا أريد أن أذهب إلى الشيوخ لأن في هذا الوقت أكثر الشيوخ يضحكون على الناس فقط، ولهذا أريد منكم مساعدة لأعرف نفسي إن كنت مسحورا أو مصابا بالعين أو المس.
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ lol حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من عباده الصالحين، وأن يرد عنك كيد الكائدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين واعتداء المعتدين، كما أسأله تبارك وتعالى أن يبصرك بالحق، وأن يعينك على التزامه.
بخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فإن هذا الجو الذي ذكرته في رسالتك في الواقع جو مؤلم ومحزن؛ لأن الإنسان عندما يعيش في هذا الوهم ويتوقع أنه مصاب بمثل هذه الأشياء فإنه فعلا يشعر بعدم الرغبة في الحياة، وعدم الرغبة في الإنجاز أو الجدية، خاصة وأنه يؤول كل شيء يصدر أو يحدث له بأن سببه إنما هو العين أو المس أو السحر أو الحسد أو غيره!
هذا جو حقيقة في غاية الإزعاج، ويجعل الإنسان متكاسلا متخاملا يصاب أحيانا بالاكتئاب والوسواس القهري، والإحباط واليأس – والعياذ بالله تعالى – وبذلك تتوقف فعاليته في الدين والدنيا.
أفضل شيء حقيقة إنما هو الخروج من هذا الوهم كله، لأنه لا يقدم ولا يؤخر أكثر مما ذكرت أنت أنه يضر ولا ينفع.
فكرتك بأنك لا تريد الذهاب إلى الشيوخ نظرا لما هم عليه من كذب وإفساد، هذه فكرة موفقة ومسددة، وهذا من توفيق الله لك، خاصة وأن معظم هؤلاء كهنة وعرافون ودجالون وسحرة، ولا يعالجون أحدا، وإنما يعالجون الناس بداء هو أعظم مما يعانون منه، لأنهم يستعينون بالجن على قضاء حوائج الناس، والجني عادة عندما يصيب الإنسان لا يخرج منه بسهولة، ويظل الإنسان أسير هؤلاء السحرة، ودائما تحت رحمتهم، وإذا لم يقدم لهم الولاء والطاعة ولم يدفع لهم كل فترة إتاوات فإنهم يؤلبون الجن عليه حتى يزعجونه إزعاجا كاملا.
لذا أرى – بارك الله فيك – أن الله قد هداك إلى الصواب، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهانا أن نذهب إلى هؤلاء السحرة والكهنة، بل إنه اعتبر ذلك من الكفر - والعياذ بالله تعالى – حيث قال: (من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد)، فالحمد لله أن وفقك الله لذلك.
وأما كيفية معرفة ذلك: أولا أنا أتمنى ألا تشغل بالك بهذا الأمر كله، وثانيا: إذا كان ولا بد فأنت تستطيع أن تقوم برقية نفسك، لأن الرقية معروفة، آياتها وأحاديثها معروفة، فتستطيع أن تقوم بذلك بنفسك دون أحد، وإن كان ولا بد فأنصحك بالاستماع إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل – هذا المقرئ المصري – وهي موجودة على الإنترنت، للشيخ محمد جبريل أو لغيره، تستطيع أن تستمع إليها من النت أو من مسجل أو من (CD) أو من غيره، وإن وجدت نفسك قد اختلفت وتأثرت فعلا وشعرت باختلاف قوي في جسدك نقول أنت في حاجة إلى مراجعة أحد الرقاة الشرعيين الثقات، الذين يعالجون بالكتاب والسنة.
أما إذا استمعت إلى آيات الرقية كلها وأحاديثها ولم تتأثر تأثرا قويا أو فاعلا فمعنى ذلك أنك بخير، وأنك على خير، ولذلك لا تشغل بالك ولا تلقي بالا لهذه الأشياء، والفيصل في ذلك إنما هو الاستماع إلى الرقية، فإن استمعت ولم تتأثر فاعلم أنك سليم وليس فيك أي شيء، وأقصد بالتأثر التأثر القوي.
أما مجرد التأثر الطبيعي فقد يكون بسبب تخيلاتك أو توهماتك، فأي إنسان يستمع إلى الرقية العادية ما دام سليما لا يتأثر بشيء.
أقول لك: هذا هو اعتبار عن الاختبار الذي تختبر به نفسك، استمع إلى آيات الرقية وأحاديثها، خاصة رقية الشيخ محمد جبريل، لأن رقيته طويلة ومؤثرة وفاعلة، فإن وجدت نفسك لم تتأثر فاعلم أنك على خير، وهذا الذي أتوقعه، وإن تأثرت بشيء تأثرا قويا أو واضحا فاحفظ الآيات التي تأثرت بها، ثم اذهب إلى بعض الرقاة الشرعيين من أصحاب العقيدة الصحيحة، وأعرض عليهم أمرك، وسيعينونك بإذن الله تعالى.
أسأل الله أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.