أسرتي المفككة أثرت على حياتي كلها وتدفعني للتخلي عن مهنة الطب

0 284

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طبيبة وأبلغ من العمر (29) عاما، غير متزوجة، وانطوائية، بعد تخرجي زادت خلافات أمي وأبي، أعيش في جو أسري مفكك، تأثرت بسببه بشكل كبير، فبين الحين والآخر انسحب من المجتمع، وأتغيب عن العمل لفترات، ولا أرغب في إكمال دراستي العليا، أجد من هم أصغر مني قد سبقوني، وأنا ما زلت في مكاني، وحينما أتقدم خطوة أجد بانني أتراجع عنها، هل أنا بحاجة إلى العلاج النفسي حتى أنتظم في عملي أم يجب علي تغيير مجال عملي بعد هذا العمر والعمل بأي مكان لا يتطلب مني أي مجهود؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت مدركة إدراكا تاما للصعوبات التي تعانين منها، وهي الانطوائية، والتردد، وشيء من الشعور بالإحباط حول المستقبل، وهذه ما دمت أنت على هذا المستوى الممتاز من الإدراك لها، فهذا يعني خمسين بالمائة من الحل، وأنت تعرفين أن الحياة مثابرة، والحياة اجتهاد، وأنت قادرة على ذلك؛ لأنك صاحبة إمكانيات معرفية، لديك مهنة محترمة، أعتقد أن الأمر يحتاج منك لشيء من المراجعات الذهنية والمعرفية، وهذه المراجعات يجب أن تقودك إلى:

1- أن تكون لك خطط ومشاريع حول المستقبل، مشاريع آنية، أهداف متوسطة المدى، وأهداف بعيدة المدى، ولا بد أن تكون واضحة جدا، ويجب وضع الآليات التي توصلك لذلك، وهي ليست صعبة، لأنك تملكين الإمكانيات بكل متطلباتها.

2- حسن إدارة الوقت سوف يفيدك تماما في تحقيق أهدافك، فهذا مهم جدا.

3- على النطاق الاجتماعي لا بد أن تكوني متفاعلة داخل الأسرة، لا بد أن تكوني صاحبة مبادرات.

الإنسان من الناحية السلوكية والمسلكية هو عبارة عن مثلث، ضلعه الأول هو الأفكار، وضلعه الثاني هو المشاعر، وضلعه الثالث هو الأفعال، حين تكون المشاعر أو الأفكار سلبية يتعطل ضلع الأفعال، ولذا اتفق علماء السلوك أن الإنسان يجب أن يفعل ضلع الأفعال من خلال الإصرار على ذاته بأن ينجز وأن ينفذ، وهذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال حسن إدارة الوقت، وحين ينجز الإنسان أشياء حتى وإن كانت بسيطة هذا سوف يعود عليه بمردود عظيم جدا فيما يتعلق بأفكاره ومشاعره لتتحول وتصبح إيجابية وفعالة؛ وهذا يؤدي إلى المزيد من الأفعال الإيجابية، وهكذا.

خذي بهذه المناهج: منهج الخطط المستقبلية، ومنهج حسن إدارة الوقت، ومنهج أضلاع السلوك الثلاثة وكيف يمكن أن تعدلي منهج حياتك.

أيتها الفاضلة الكريمة: لا تغيري تخصصك، كوني محددة، ولا تساومي أبدا نفسك، وأنا أعتقد أنه إذا تناولت دواء بسيطا يحسن مزاجك، ليس هنالك ما يمنع ذلك، الآن أمامنا أدوية ممتازة، مثل (بروزاك) (Prozac)، والذي يسمى علميا باسم (فلوكستين)
(Fluoxetine)، وهو دواء رائع، بسيط، ليس له آثار جانبية، تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، أعتقد أن ذلك أيضا سوف يمثل دفعا بيولوجيا نفسيا إيجابيا بالنسبة لك، وإن قابلت أحد الزملاء الأطباء النفسيين من الذين تثقين بهم هذا أيضا يعتبر إضافة إيجابية - إن شاء الله تعالى -.

أشكرك كثيرا في الثقة بإسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات