السؤال
السلام عليكم
قبل ما يقارب الثلاث أسابيع انخفض ضغطي، وكانت أول مرة يحصل معي انخفاض ضغط، من بعدها وأنا كل ليلة أخاف، إلى أن تطور الأمر وأصبح إحساسا بقرب الموت، وأني سأموت الليلة، وقرأت أن الإنسان يشعر بضيقة عند قرب موته مما زاد حالتي، يملؤني خوف غير طبيعي خصوصا عندما أكون وحيدة أو في المساء، وأحيانا أجد صعوبة في التنفس، ودائما آخذ نفسا عميقا، وأحيانا تأتيني رجفة داخل جسمي، وأصبحت أتخيل أهلي بعدما أموت وماذا سيفعلون بعد موتي؟ وكيف سيتقبلون الصدمة؟ ومن هذا القبيل.
صرت أجد صعوبة في النوم وكأني أنتظر ملك الموت أن يدخل علي، لم أعد أستمتع بشيء وما إن أنسى وأكون سعيدة حتى يرجع لي هذا الشعور بشكل قوي وينسيني السعادة التي كنت أعيشها، أخاف أن أقول شيئا فيتذكرونه بعدما أموت، وأربط أي شيء أفعله أو أسمعه بالموت، وعندما أسمع قصة أحد ميت تزيد عندي الحالة، أيضا لا أستطيع أن أخبر أحدا من عائلتي عما في فيقلقون علي، لأنه شيء غريب.
أنا متعبة وحزينة على وضعي جدا.
أرجو المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالفعل لديك قلق، وبدايته عندما حدث لك انخفاض في الضغط، وهذا أمر طبيعي جدا، لكن من خلال هذا الضغط ربما يشعر الإنسان بشيء من الدوخة، وهذا قطعا يؤدي إلى مخاوف، والمخاوف قد تتولد منها وساوس.
الذي تعانين منه هو قلق المخاوف الوسواسي، فأنت بالفعل لديك قلق، ولديك مخاوف، ولديك وساوس، وهذا لا يعني أنك تعانين من ثلاثة تشخيصات مختلفة، لا، هو تشخيص واحد، له مكونات ثلاثة متداخلة مع بعضها البعض.
أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أن تطمئني تماما، وأنت مدركة قطعا أن الأعمار بيد الله، وأن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقص منه لحظة، وأن لكل أجل كتاب، وأن كل نفس ذائقة الموت. وما يذكره الناس من أن الإنسان يشعر بأجله قبل وفاته أنه سيموت، لا أعتقد أن لذلك أسسا حقيقية. عيشي الحياة بكل قوة.
أنت لم تذكري عمرك، ولا أعرف إن كنت في المراحل الدراسية أم أكملت دراستك، عموما اجعلي حياتك أكثر نشاطا، واستثمريها بصورة صحيحة، هذا يصرف انتباهك تماما عن هذه المخاوف، واحرصي على الصلاة في وقتها، والدعاء والأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء، ويجب أن تكون لك مشاركات داخل المنزل على نطاق الأسرة، وخذي المبادرات الإيجابية؛ فهذا أيضا يشعرك بقيمتك الذاتية، ويا حبذا أيضا لو ذهبت إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن؛ فهذا فيه خير كثير لك، هو نوع من التواصل الاجتماعي الجيد والمفيد جدا، ويبعث الطمأنينة في نفس الإنسان، وذلك بجانب ما يحظى به الإنسان من أجر عظيم.
أيتها الفاضلة الكريمة: أفضل أيضا أن تطبقي تمارين الاسترخاء بدقة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تطلعي عليها، وتطبقي التمارين الواردة بها.
سوف تستفيدين كثيرا من أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، ومن أفضلها عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) أو ما يعرف (لسترال Lustral)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) أو عقار يعرف تجاريا باسم تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat)، ويسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine)، أو عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram).
ولأن عمرك غير واضح اذهبي إلى الطبيب، ليس من الضروري الطبيب النفسي – إن لم يكن ذلك ممكنا –، فذهابك إلى طبيب الأسرة ربما يكون كافيا، فهذه حالات بسيطة، يمكن علاجها على مستوى الرعاية الصحية الأولية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.