أعراض الرهاب الاجتماعي عادت لتجتاح حياتي من جديد

0 197

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قد استشرتك يا دكتوري الفاضل حول معاناتي مع الرهاب الاجتماعي، وكان ذلك منذ سبعة شهور، فنصحتني بتناول علاج (سيرترالين)، وبالفعل قمت بتناوله كما فصلت لي، وطلبت مني أن أمارس أنشطة اجتماعية كثيرة، علما بأن أعراض الخوف لا تظهر في أماكن التجمعات، تظهر حينما أبدأ بالحديث والانخراط مع الجماعة.

بعد نصيحتك لي بتناول الدواء، - بفضل الله - تحسنت كثيرا، بنسبة 100%، وكنت سعيدة جدا بهذا التحسن، فهو نعمة كبيرة، شكرت الله عليها، ولكن بعد انتهاء مدة العلاج -الستة أشهر- بدأت الأعراض تعود من جديد، أصبحت حزينة بسبب عدتها، وبانتظار إرشادك لي.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المخاوف غالبا هي متعلمة، أو ناتجة من تجارب سلبية سابقة، أو أحداث حياتية شديدة، لذا يعتبر العلاج السلوكي مهم جدا، وأنت بالفعل مارست نشاطات اجتماعية كثيرة، وهذا أمر جيد.

بعض الناس تأتيهم هفوات أو انتكاسات بعد التوقف من الدواء، وقد لاحظنا أن كثيرا من الناس بعد أن تقترب نهاية العلاج الدوائي، تجده يعيش شيئا من الوسوسة والخوف، ويبدأ لديه ما نسميه بالقلق التوقعي، أي يتوقع ظهور الأعراض مرة أخرى، وهذا له قيمة نفسية كبيرة جدا.

عموما تجربتك مع العلاج الدوائي كانت إيجابية، وأنشطتك الاجتماعية كانت مقدرة، وأنا أريدك أن تقيمي هذا التحسن الذي طرأ على حالتك سابقا بصورة إيجابية، وترسخيه؛ لتصلي إلى قناعة تامة أن حالتك يمكن علاجها، وسيري في مسارات الحياة بكل فعالية، حقري الرهاب، حقري الخوف، واجعلي لحياتك معنى، وأحسني إدارة وقتك، وإن أتاك شيء من الخوف، والرهبة، والقلق البسيط هنا وهناك، فهذه نعتبرها طاقات نفسية إيجابية، تساعد الإنسان على الفعالية، وسوف تختفي تلقائيا.

لا بد أن تكون هنالك نشاطات محددة، تجعلك ترتبطين بمجموعة، مثل حضور حلقات التلاوة، والانخراط في عمل ثقافي أو اجتماعي، فهذا مهمة، وممارسة الرياضة بما يناسب المرأة المسلمة، هذه الطرق تساعد على تغيير نمط الحياة، مما يجعل التعافي يستمر ولا تحدث انتكاسة، فاجلعي لنفسك نصيبا من هذا الذي ذكرته.

ولا مانع - أيتها الفاضلة الكريمة -، من أن تبدئي في تناول الـ (سيرترالين ) (Sertraline) مرة أخرى، تناوليه دون حسرة أو مخاوف توقعية، وفي هذه المرة تناولي نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم حبة واحدة ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، فهذه ستكون هي الطريقة الأمثل، وأنا أعطيتك جرعات بسيطة وصغيرة جدا كداعم للآليات السلوكية التي تحدثنا عنها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات