السؤال
السلام عليكم.
أبلغ من العمر 51 عاما، أعاني من القولون العصبي منذ سبع سنوات، ولكنه ليس بالمعاناة الكبيرة سوى ما يسببه لي من إزعاج بكثرة الغازات والانتفاخات، وأحيانا إسهال في الصباح خصوصا لو تناولت الفلفل الحار مساء، وأنا من المدمنين على الفلفل الحار.
منذ ثلاثة أيام بدأت أشعر بالغثيان في الصباح، وأحيانا وقت الغداء سواء قبل الأكل أو بعده، وقمت بعمل تحليل دم لجرثومة المعدة، وكانت النتيجة سالبة، (مع العلم أنه سبقت إصابتي بالجرثومة قبل عامين، وأخذت العلاج المناسب لها)، وأنا إلى الآن أشعر بهذا الغثيان، ولا أدري له سببا.
مع العلم أنني أتناول يوميا دواء زيلوريك 100 مجم لعلاج النقرس، ومنذ ثلاثة أشهر، فهل لهذا العلاج تأثير على المعدة؟ كما أنني أحيانا كثيرة أشعر بأنني لا أتنفس جيدا، وأحتاج إلى التنفس بعمق شديد لأحس بالراحة، وقد تلازمني هذه الحالة أوقات كثيرة إلى حد أنني أشعر منها بالدوار جراء شعوري بالحاجة للأكسجين، وقد أجريت العديد من الفحوصات للقلب، والجهاز التنفسي، وكانت كلها سليمة -والحمد لله-.
ثانيا: أنا إنسان كثير الشكوك، خصوصا بالأمراض وأتوقع حصول الأمراض السيئة، فلو وجدت حبة في الجسم أخاف أن تكون سرطانا، كما أنني دائم التفكير بالموت، وأربطه بكل مواقف الحياة، وبشكل أصبح يزعجني جدا رغم إيماني الكبير بالله سبحانه وتعالى.
أرجو أن أجد لديكم المساعدة، مع خالص شكري وتقديري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ fuad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
انتفاخ البطن وفترات من الإسهال، ويعقبها فترات من الإمساك والشعور بالراحة بعد قضاء الحاجة، كل ذلك له علاقة بالقولون، والمعاناة النفسية أو القلق النفسي يساعد على انتفاخ البطن، وتؤدي إلى أعراض القولون أيضا، ولعلاج القولون يمكن تناول حبوب Spasmocanulase قرصين ثلاث مرات يوميا قبل الأكل، وحبوب Colospasmin قرصا ثلاث مرات يوميا قبل الأكل حتى تختفي الأعراض، ثم عند الضرورة بعد ذلك مع ترك الزيوت والدهون والطعام الحار وتناول وجبات خفيفة ومتكررة خصوصا قبل النوم.
ويمكن تناول خليط مكون من مطحون الكمون، والشمر، والينسون، والكراوية، والهيل، وإكليل الجبل، والقرفة، والنعناع، وإضافته إلى السلطات والخضار المطبوخ، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات والانتفاخ والمغص -إن شاء الله- مع ممارسة الرياضة، خصوصا المشي، وهذا سوف يؤدي -إن شاء الله- الى انتظام حركة القولون والمساعدة في إخراج طبيعي.
ولا مانع من إعادة تناول العلاج الثلاثي لجرثومة المعدة، وهو عبارة عن ثلاثة أدوية تؤخذ لمدة 10 أيام، وتعطي هذه الأدوية نتائج طيبة بعد انتهاء الجرعات، وتختفي الأعراض بعد نهاية العلاج -إن شاء الله تعالى- والعلاج هو klacid 500 mg مرتين في اليوم مع flagyl 500 mg ثلاث مرات يوميا بالإضافة إلى nexium 40 mg قرصا واحدا على الريق صباحا مع تناول بعض الفيتامينات المقوية للدم، وأخذ حقنة فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل مرة واحدة كل 4 إلى 6 شهور.
وفقكم الله لما فيه الخير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. د. عطية إبراهيم محمد استشاري طب عام وجراحة وأطفال
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
الأعراض النفس جسدية كثيرة عند الناس الآن، خاصة الأعراض التي تنشأ من الجهاز الهضمي، ويعرف أن القلق كثيرا ما يكون عاملا أساسيا فيها.
لا علاقة لعقار (زيلوريك)، والذي تتناوله لعلاج النقرس، لا علاقة له بالتأثيرات التي تحدث على المعدة، لكن من الأفضل أن تتناوله بعد الأكل.
أخي الفاضل الكريم: في مثل عمرك يفضل أن تقابل طبيب الجهاز الهضمي مرة أخرى، وتقوم بإجراء كشف كلي، ويفضل أن تجري منظار، هذا مهم ولمجرد التأكد.
بعد أن تقوم بهذه الفحوصات – والتي إن شاء الله تعالى سوف تكون طبيعية – هنا إن استطعت أن تتوجه إلى الطبيب النفسي سيكون هذا أمرا جيدا، وإن لم تستطع فالأمر في غاية البساطة، أنت محتاج لبعض الأدوية المضادة للقلق، ووجود القلق لديك أكيد، العرض الذي ذكرته والذي يتمثل في أنك تشعر بأنك لا تتنفس جيدا، وتحتاج إلى التنفس بعمق، هذا دليل على وجود انقباضات عضلية في الصدر، هي التي تسبب لك هذه الكتمة أو الضيق.
أيضا مخاوفك المرضية والتفكير الدائم في الموت بالصورة المرضية هو دليل على وجود ما يمكن أن نسميه بقلق المخاوف الذي أدى إلى الأعراض النفسوجسدية التي تعاني منها.
أيها الفاضل الكريم: ممارسة الرياضة بانتظام لها قيمة علاجية كبيرة جدا لعلاج مثل هذه الحالات، وأن تستفيد من وقتك، وأن تحسن إدارته حتى لا تترك مجالا للفراغ، هذا أيضا يلفت انتباهك بعيدا عن هذه الأعراض.
التفكير الإيجابي بصفة عامة له عائد كبير جدا على الصحة النفسية والجسدية، وأن تكون لك مراجعات دورية مع طبيب تثق فيه، طبيب الجهاز الهضمي مثلا تراجعه مرة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر من أجل إجراء الفحوصات العامة.
هذه – أخي الكريم – هي الأسس العلاجية لحالتك هذه، وفي ذات الوقت تناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف مثل عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft)، أو يعرف تجاريا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) سيكون مفيدا جدا لك.
الجرعة هي أن تبدأ بنصف حبة (خمسون مليجراما) تتناولها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة واحدة ليلا، وتستمر عليها لمدة شهر، ثم تجعلها حبتين ليلا – أي مائة مليجرام – وتستمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
وهنالك علاج آخر مساعد معروف بعلاجه للأعراض النفسوجسدية خاصة الناشئة من الجهاز الهضمي، الدواء يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، فتحصل عليه أيضا، وتناوله بجرعة كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة صباحا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله، لكن استمر على الزولفت بنفس الطريقة والكيفية والجرعة التي ذكرتها لك، فالالتزام بتناول العلاج وإكمال المدة العلاجية هي الأسس الجوهرية المطلوبة لأن يؤدي العلاج فعاليته ونفعه -إن شاء الله تعالى-.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.