السؤال
السلام عليكم
أعاني من كثرة خروج الغازات، وأصوات في البطن، وإمساك، وأتبرز في اليوم على الأقل مرتين.
هل هذا طبيعي؟ وهل أعاني من القولون؟ وهل القولون يسبب الاكتئاب والتوتر أم القولون يأتي بسبب الاكتئاب والتوتر والقلق والحالة المزاجية.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ gh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - أيها الفاضل الكريم – في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
مصطلح القولون العصبي هو مصطلح شائع جدا بين الناس، والمسمى الصحيح هو القولون العصابي، وكلمة (عصابي) تعني التوتر، القلق، عدم الارتياح النفسي العام.
إذا الجانب النفسي يلعب دورا كبيرا في الأعراض الجسدية المتعلقة بالجهاز الهضمي، وهي من نفس النوع الذي تعاني منه: كثرة الغازات، أصوات في البطن، الإمساك الذي قد يتبعه إسهال بسيط، كثرة التبرز أو قلته، والشعور بعدم الارتياح العام، والشعور بسرعة الإجهاد، وشيء من عسر المزاج، هذه تقريبا هي أعراض القولون العصبي.
العلاقة ما بين العصبية والقولون هي علاقة مركبة، بمعنى أنه قد وجد أن الأشخاص الذين لديهم قلق نفسي حتى وإن لم يظهر في صورة واضحة ويكون قلقا مقنعا قد يؤدي إلى أعراض القولون العصبي، وحين تظهر أعراض القولون العصبي – أو العصابي – تؤدي إلى مزيد من القلق والتوتر والشعور بالإحباط، وهي درجة بسيطة من الاكتئاب.
السببية موجودة ما بين القلق وأعراض القولون، القلق يسبب أعراض القولون، وأعراض القولون تسبب المزيد من القلق وشيء من عسر المزاج.
أخي الكريم: الذي أنصحك به هو أن تكثر من ممارسة الرياضة، هذا أمر قد تستغربه، لكن الأبحاث وملاحظاتنا العلمية أشارت أن الرياضة ذات فائدة كبيرة جدا.
تجنب الأطعمة التي تحس أنها قد تسبب لك الأعراض التي اشتكيت منها، لا أقول لك احرم نفسك من أي طعام، ولن أضع لك جدولا معينا أو قائمة بأطعمة معينة، لك أن تتخير، وأنت تعرف ما يضرك وما ينفعك من الأطعمة.
لا تحتقن، لا تكتم، عبر عن نفسك، والحمد لله تعالى السودان المجتمع فيه مجتمع تواصلي جدا، شارك الناس في مناسباتهم، في أفراحهم، في أتراحهم، وكن شخصا فعالا، واقرأ قراءات جيدة من كتب جيدة، وانضم لأحد حلقات القرآن في مسجد حيك أو منطقتك، هذا كله يعمل إزاحة تامة للفكر القلقي الذي يسبب لك القولون العصبي.
بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك: نعم، الأدوية مهمة، الأدوية ضرورية، الأدوية فاعلة، هنالك عقار يعرف باسم (ديناكسيت Denaxit) وهو متوفر في السودان، تناوله بجرعة حبة في الصباح، والعقار الثاني يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) هو دواء ممتاز جدا، تناوله بجرعة حبة واحدة في المساء.
هذه الأدوية محسنات للمزاج، ومزيلة للتوتر، ونسميها بالمطمئنات الصغرى والكبرى، وفائدتها -إن شاء الله تعالى- عظيمة جدا.
الديناكسيت استمر عليه لمدة ثلاثة أشهر، أما العلاج الرئيسي (سيرترالين) فيجب أن تستمر عليه لمدة ستة أشهر متواصلة، حبة ليلا، بعد ذلك اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله.
لا مانع من استعمال الأدوية التي تستعمل لعلاج القولون من الجانب الباطني، مثل عقار يعرف باسم (دوسباتالين Duspatalin) أو يعرف علميا باسم (ميبيڤيرين Mebeverine) وهو دواء معروف جدا، كذلك (اسبازموكانيلز Spasmocanylse) من الأدوية التي يستعملها الناس كثيرا في السودان، لا تكثر منها، لكن لا مانع من أن تستعملها من وقت لآخر، واعلم أن الأدوية الرئيسية لعلاج حالتك هي التي ذكرتها لك، مع ضرورة الأخذ بما ذكرته لك من إرشاد.
أسأل الله تعالى أن ينفعك به، ونشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.