تزوجت فتاة بناء على رغبة والدي وبدون قناعتي، فما نصيحتكم؟

0 271

السؤال

أنا بعمر 28 سنة، متزوج لفتاة من أقربائي منذ 9 شهور، وسبقها قبل ذلك خطبتي لنحو 6 أشهر.

لم أكن أرغب بالزواج في ذلك الوقت، لكن بسبب رغبة الأهل اضطررت لفعل هذا الأمر، وأنا مكره عليه, حيث كان على سلم أولوياتي السفر للخارج وليس الزواج.

زوجتي من أقربائي, والحق يقال: إن زوجتي فيها الكثير من الصفات الرائعة، متدينة وخلوقة ومتعلمة، وأهلها أناس على خلق رفيع، لكن لا تعجبني من الناحية الجمالية, وكان اختياري لها فقط لأشبع رغبة والدي لي بالزواج، وأنتهي من هذا الموضوع وللأبد، وليس من منطلق القناعة المطلقة بها.

قررت أن أصلي الاستخارة أكثر من مرة, لكن لم أكن أعلم حقيقة ما هي نتيجة استخارتي بشكل فعلي؟ خاصة وأنه في أكثر من مرة وصلت الأمور لحد الانفصال في أيام الخطوبة, في بعض الأحيان كانت حياتنا فيها نوع من الألفة، ولكن في كثير من الأحيان لا توجد هذه الألفة.

بعد مضي 9 شهور من الزواج لا يزال هاجس عدم رغبتي بالزواج يراودني، فضلا عن عدم اقتناعي بزوجتي.

في كثير من الأحيان يصلني هاجس أنه كان بإمكاني الحصول على فتاة أجمل، أو على الأقل أن أكون على قناعة بها, ووصلت الأمور لحد التفكير بالانفصال.

أفيدونا، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر الاهتمام برغبة والديك، ونحيي فيك روح الاستشارة قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يجعلك من الراضين الأخيار، وأن يسعدك مع زوجتك المتدينة والمتعلمة الخلوقة، بنت الطيبين الأطهار.

لقد أسعدنا شعورك بالرضا والسعادة في بعض الأحيان، ونأمل أن يصبح ذلك مدى الأزمان، وننصحك بالتعوذ بالله من الشيطان، فهو العدو، وهمه أن يحزن أهل الإيمان، لكن كيده ضعيف، وليس له سلطان على مؤمن يتوكل على الملك الرحمن.

أرجو أن تعلم أن عمر جمال الجسد محدود، لكن جمال الروح بلا حدود، ولا تطلب الكمال، فكلنا ناقص، والكمال لله وحده.

إذا ذكرك الشيطان بسلبياتها فتذكر ما فيها من الإيجابيات، واستمع لتوجيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر).

من هنا نحن ندعوك إلى دفع هذه الوساوس، والإقبال على زوجتك، وغض البصر عما سواها، فإنك إن أطلقت لبصرك العنان أتعبتك المناظر؛ لأن الشيطان يزين القبيحات، ويستشرفهن مقبلات ومدبرات، ليفتنهن ويفتن بهن، فاشكر الله على ما أنت فيه من النعم، وأقبل على زوجتك الحلال، وحافظ على مشاعر والديك والأهل.

هذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ولا تشعر زوجتك بما في نفسك، ولا تستعجل الفراق، واعلم أن الإنسان يندم على الاستعجال لكنه لا يندم على التأني والتريث.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات