السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مريضة بالبهاق منذ الصغر، وأصبح عمري الآن 22 عاما، والحمد لله رب العالمين البهاق يقل تدريجيا، ولكن ببطء إلى أن أصبح بقعتين صغيرتين في وجهي، وذهبت الآن لطبيبة جلدية؛ لأخذ جلسات ليزر، والجلسة تكون مرة كل أسبوعين ولا تتعدى الدقيقتين بالضبط، وتقول لي: إن الجهاز هو الذي يحدد ذلك. أنا لا أثق بها، وخصوصا أنني لم ألحظ أي تغير مطلقا، وذلك على مدار عدة جلسات، أريد منكم المشورة، أفيدوني أفادكم الله.
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم، وأدام عليكم نعمة الصحة والعافية، وأرجو منكم الدعاء لي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يقيني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرض البهاق له أنواع, وصور إكلينيكية متعددة, ولا يوجد سبب واضح له, ولكن النظرية الأقرب لحدوثه هي اضطراب مناعي يؤدي إلى فقد الخلايا الصبغية من الأماكن المصابة، ونحمد الله أنك تعانين الآن من بقع محددة في الوجه فقط.
إذا كانت الأماكن المصابة محددة في الوجه كما ذكرت, وعدد البقع البيضاء قليلة, فالأسهل والأكثر توفيرا استخدام العلاج الموضعي إذا كان المريض غير قادر ماديا لتحمل تكلفة العلاج بالليزر أو غير قادر على الذهاب إلى العيادة الجلدية بالمعدل المطلوب الذي يحقق نتيجة مرضية, ويمكن استخدام كريمات تحتوي على الكورتيزون الموضعي، مثل الـ(mometasone fuorate) مرة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أسابيع, ثم تتوقفين عن الاستعمال لمدة أسبوع؛ لتفادي حدوث آثار جانبية جراء استعمال تلك الكريمات قدر المستطاع.
ويمكنك تكرار ذلك لمدة أقصاها ثلاثة شهور, ويمكن كذلك استخدام كريمات مغيرة أو مثبطة للنشاط المناعي، مثل ال
(tacrolimus or pimecrolimus) لمدة ثلاثة شهور، وتكون النتيجة مرضية في أحوال كثيرة في حالة البقع المحددة في الرأس والرقبة، ويجب أن يكون العلاج تحت الإشراف الطبي لمتابعة التحسن، وإعطاء المعلومات الوافية عن الآثار الجانبية المحتملة لتلك العلاجات إذا تم اختيار إحداها للعلاج.
العلاج بالليرز من نوع ال(Excimer) للبهاق المحدد وغير الواسع الانتشار، مثل حالتك من العلاجات الحديثة نسبيا، والتي أثبت فعالية جيدة في إعادة الصبغة، وهي قليلة الآثار الجانبية، وهو اختيار جيد للعلاج إذا كنت تستطيعين تحمل تكاليف العلاج، ولكن في العادة يكون العلاج بالتعرض لليزر مرتين أسبوعيا، وليس بالمعدل المذكور، ويلحظ المريض نتيجة أكلينيكية بعد حوالي 6 إلى 10 جلسات في نسبة كبيرة من المرضى، وبالفعل لا تستغرق الجلسة وقتا طويلا وبالأخص في حال وجود بقعتين فقط.
من الأمور المهمة في العلاج بصفة عامة الثقة المتبادلة بين الطبيب والمريض، وأن يقوم الطبيب باختيار العلاج الذي يتناسب مع ظروف المريض، وتلك الظروف تختلف بشكل كبير من مريض إلى آخر، واختيار ما يناسبه بشكل شخصي، وأن يقيس مقدار النفع مقابل الآثار الجانبية المحتملة للعلاجات المختلفة، وإعطاء المحاذير والتعليمات الخاصة لكل علاج حتى يتم تجنب أي آثار جانبية إن شاء الله.
أتمنى لك التوفيق والسعادة.