السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا لكم على هذا الموقع المفيد، وأرجو مساعدتي..
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عاما، لست متزوجة، متعلمة، مثقفة، وأدرس الماجستير، ما حدث لي منذ قرابة سنتين، حيث تزوج أخي في نفس المنزل، وكانت زوجته من بيئة مختلفة وجاهلة، وتصغرني كثيرا، اندلعت المشاكل بيننا، مما أدى بي إلى مكوثي في غرفتي، أخرج للجامعة ومع أصدقائي، ولكن لا أتحدث مع أخي ولا زوجته، آكل بمفردي، وأشتري مستلزماتي بمفردي، كما أنني لا أعمل، وأمي هي من تنفق علي.
منذ حوالي ثلاثة أشهر ذهبت لطبيب من أجل الألم في معدتي، فوصف لي دواء دلوكسيتين 30 حبة مساء، وليبراكس، واستمريت على الدواء قرابة عشرة أيام، ثم أصبحت تراودني أفكار انتحارية، وأرى كوابيسا في منامي، ولا أنام الليل، وأشعر بتنميل في أطرافي ورأسي، وبصداع شديد أيضا، وفقدت الكثير من وزني، علما بأن هذه الأعراض أول مرة تظهر لي.
ثم ذهبت لطبيب آخر باطني، فأعطاني تريبتوفين 25 حبة مساء، وأنا مستمرة عليه حتى الآن منذ شهرين، ولا أنكر أني تحسنت نوعا ما، ولكن من حين لآخر أشعر بالتنميل، وأخاف من الجنون، وأشعر بالقلق والخوف من المستقبل دائما، وأعيش في توتر دائم، وتركت دراسة الماجستير كي أبتعد عن جميع الضغوط، لكني بقيت هكذا.
أخبرني الطبيب بأني سأستمر على الدواء ستة أشهر، وأنه لا داعي للطبيب النفسي؛ لأنهم غير أكفاء في بلدنا، وهناك مشروع خطبة ولكني خائفة، ولا أريد أن أكون مصدر تعاسة لزوجي، فأنا عصبية، وزادت عصبيتي بعد تلك الأزمة، وأخاف أن تعود لي مجددا.
أرجو مساعدتي، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ layla حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا أرى أنك تعانين من مرض نفسي، بالرغم من أنك ذكرت أن أفكارا انتحارية قد راودتك في وقت سابق، يجب أن نستعيذ بالله تعالى من هذه الأفكار، وأنا أعرف جيدا أنك -إن شاء الله تعالى– لن تأخذي حياتك عنوة، فالحياة طيبة، وأنت مسلمة، ولك الكثير الذي يمكن أن تعيشي من أجله، أعلاها وأسماها عبادة الله تعالى التي من أجلها قال: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت لديك قلق وتوتر نفسي، والذي يظهر لي أن البناء النفسي لشخصيتك أصلا يحمل سمات القلق، والقلق هو طاقة إيجابية؛ لأنه هو الذي يزيد من دافعيتنا ودوافعنا من أجل الإنجاز، وتدبير حياتنا بصورة أفضل، لكن حين يزداد ويطفح عن الكيل؛ هنا تظهر بعض الأعراض السلبية من النوع الذي تحدثت عنه.
أيتها الفاضلة الكريمة: أريدك أن تقيمي ذاتك بصورة أفضل، أنت -الحمد لله تعالى- لديك قدرات واضحة جدا، كل الذي تحتاجينه هو شيء من الهدوء، الهدوء مع نفسك، واعرفي أن الله تعالى قد أعطاك طاقات داخلية عظيمة يمكن أن تستغليها من أجل أن تكون الأمور بالنسبة لك أفضل وأكثر هدوء، وأن تعيشي حياة فيها شيء من الشعور بلذة الحياة.
من الناحية الجسدية أنت سليمة –والحمد لله تعالى–، وكل الأعراض التي تنتابك هي من القلق، فلا تقلقي، واسألي نفسك (لماذا أقلق؟)، الإنسان يجب ألا يقبل مشاعره إن كانت تضربه، والله تعالى حبانا بالعقل الذي من خلاله نفلتر ما هو صالح وما هو طالح، نأخذ ما يفيدنا ونرفض ما يؤدي إلى تعاستنا.
أيتها الفاضلة الكريمة: أريدك أن تنامي نوما مبكرا، هذا يفيدك كثيرا، عبري عن ذاتك لتزول منك العصبية، لأن العصبية تأتي من خلال الاحتقانات النفسية التي يأتي بها الكتمان.
أريدك أن تكوني أكثر تسامحا ومن الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، ومن المحسنين، وأنا هنا أشير لما حدث قبل سنتين، ولم تكوني مرتاحة بالنسبة للعلاقة مع أخيك وزوجته.
أنت -والحمد لله تعالى- تسيرين نحو النضوج بخطى ثابتة، وهذا يسهل عليك كثيرا -إن شاء الله تعالى-.
أريدك أن تمارسي شيئا من الرياضة، وتطبقي تمارين الاسترخاء حسب ما ورد في استشارة بموقعنا تحت رقم 2136015 فيها فائدة كبيرة جدا، أسأل الله تعالى أن يتم مشروع الخطبة، وأن يرزقك الزوج الصالح، ولا تترددي أبدا في قبول هذا الزوج ما دام صالحا، فالزواج هو مقر السكينة والرحمة والطمأنينة، وأنت -إن شاء الله تعالى– تحملين كل صفات الزوجة المتمكنة وصاحبة الكفاءة، فلا تقللي من شأن نفسك.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت محتاجة لدواء بسيط جدا، هنالك دواء قديم يعرف تجاريا باسم (تفرانيل Tofranil)، ويعرف علميا باسم (امبرمين Imipramine)، أراه سوف يفيدك كثيرا، تناوليه بجرعة خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم اجعليها خمسة وعشرين مليجراما صباحا، وخمسة وعشرين مليجراما مساء لمدة شهرين أيضا، ثم خمسة وعشرين مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا الدواء هو في الأصل مضاد للاكتئاب، لكن الجرعة التي وصفناها لك هي مضادة للقلق وللتوترات، وإن شاء الله تعالى هو لا يسبب أي إدمان، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.