السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أصيبت أختي وأولادها الثلاثة وزوجها بحادث مروري مروع في اليمن، توفي على إثره ابنها الصغير ذو الثلاثة أعوام، ونقلت هي وابنها الأكبر وعمره 13 سنة إلى العناية المركزة في حالة خطيرة، ثم توفي ابنها الكبير بعد أيام من الحادث بسبب نزيف حاد في الدماغ، أما حالة أختي فبدأت -والحمد لله- تتحسن، ولكننا لم نخبرها بما حصل لأولادها، لأن وضعها الصحي لا يسمح.
سؤالي:
نحن مؤمنون بقضاء الله رغم هول الفاجعة وصعوبتها، ولكن نريد أن نعرف كيف يتم إبلاغها بالخبر ومتى؟ بحيث لا تصاب بأي صدمة نفسية أو عضوية، وبحيث تصبر وتحتسب؟
مع العلم أننا -والحمد لله- أسرة ملتزمة ومتماسكة، وكلنا حولها.
بارك الله فيكم نرجو مساعدتنا في ذلك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يجبر الكسر، وأن يلزمكم الصبر، وأن يعجل بعافية الأم، وأن يرحم من مات من أمواتنا وأموات المسلمين، ونشكر الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يطيل في طاعته الآجال.
لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل، فلتصبروا ولتحتسبوا، واعلموا أن صبركم وتعاطفكم معها هو أهم ما يخفف عليه، وهذا من أهم الحكم، فتشريع العزاء لأهل الميت يعين على امتصاص الصدمة، وعليكم بما يلي:
1 الدعاء لها بالثبات.
2 التدرج في إخبارها.
3 المقدمات الإيمانية قبيل إخبارها.
4 تذكيرها بموت النبي وفقد الأمة له، وانقطاع وحي السماء.
5 تذكيرها بثواب الصابرين، وأن الصبر إنما يكون عند الصدمة الأولى.
6 اختيار الوقت المناسب طبيا ونفسيا لإخبارها.
7 تذكيرها بثواب من قدمت أولادها.
8 أهمية الرضا بقضاء الله وقدره.
9 عدم منعها من البكاء بدون صراخ لأنها رحمة جعلها الله في قلوب من شاء من عباده، كما أن في البكاء تخفيف وتنفيس، وقدوتنا هو القائل عند موت ولده إبراهيم: " إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون".
وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يلهمها الصبر والرضا، وأن يعينكم على تثبيتها وتصبيرها، ولكم الشكر على فكرة الاستشارة، ونسأل الله لنا ولكم الحسنى وزيادة.