السؤال
السلام عليكم.
أنا في ثالث ثانوي، أعاني من اكتئاب نفسي حاد لظروف نفسية، واجتماعية، وعائلية وعاطفية أيضا، منذ الصغر!
عندي رهاب وخوف شديد حين ألاقي تجمع الناس، ولا أعرف أتكلم مع أحد، ولا أبني علاقات وصداقات مثل الناس الطبيعية.
لازمت انطوائي وأقفلت على نفسي وما أكلم أحدا حتى وصلت عمر 19 سنة، وأنا لا أملك أي صديقة إلى الآن!
حين أخرج أو أذهب إلى اجتماعات ولقاءات أظل قاعدة وساكتة وخائفة، وأحس أن الناس لا تتقبلني، ولا تحبني، ولا أدري لماذا؟!
حالة الرهاب والخوف زادت عندي جدا في الفترة الأخيرة وكذلك الاكتئاب وسوء المزاج، وصرت أصرخ كثيرا وصرت قاسية على أمي وأخواتي، وأكسر ما أمامي!
أخدت دواء اسمه (موتيفال) دون فائدة، فأريد علاجا لحالتي حتى أكمل الثانوي وأذهب لطبيب نفساني، وأريد دواء لأجل أستطيع إكمال حياتي ودراستي، لأني لا أعرف أذاكر، ومكتئبة طول الوقت، وأتمنى أن يكون دواء يحسن حالتي المزاجية، والنشاط في المذاكرة، وتقوية الذهن والتخلص من الاكتئاب والرهاب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ engy حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
الذي يظهر لي أنك تمرين بشيء من الإحباط، ونظرتك للمستقبل ليست متفائلة، كما أنك لم تستفيدي من طاقاتك بصورة صحيحة.
لا أعتقد أن العلاجات الدوائية ضرورية في مثل حالتك، الضروري هو أن تغيري مفاهيمك، وأن تغيري نمط حياتك، وهذا هو الذي سوف يفيدك.
ابدئي بدايات بسيطة جدا:
- نظمي نومك من خلال الذهاب للنوم مبكرا، هذا يعطي ساعتك البيولوجية فرصة عظيمة للانتظام، يحدث ترميما واستقرارا كاملا في خلايا الدماغ، يتيح لك فرصة اليقظة مبكرا، تؤدين صلاة الفجر وتدرسين لمدة ساعة أو ساعة ونصف قبل الذهاب للمدرسة.
البدايات الصحيحة هي التي أشرت إليها، والذي أقوله لك مجرب ومعروف، أنك حين تبدئين يومك بداية صحيحة هذا يشجعك ويحمسك ويزيد من دافعيتك، ويقلل الإحباط لديك.
إذا حسن إدارة الوقت من خلال:
- النوم المبكر والاستيقاظ المبكر.
- صلاة الفجر والمذاكرة بعده لمدة ساعة إلى ساعة ونصف.
- الذهاب إلى المدرسة مبكرا.
- الجلوس في الصف الأول، والإصرار على التركيز.
- الرجوع إلى المنزل أخذ قسط من الراحة.
- تناول طعام الغداء.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية.
- الجلوس مع الأهل وتكونين إنسانة نافعة لنفسك ولغيرك، خاصة لذويك.
- الدراسة بعد ذلك لمدة ساعتين في المساء.
- الترفيه عن النفس من خلال مشاهدة برنامج جيد في التلفاز، أو تواصل اجتماعي ترينه مفيدا.
الصداقة تبنى من خلال أن يعزم الإنسان ألا يصادق إلا المخلصين من الناس، والصداقات تبنى تدريجيا، والصداقة هي مشاركة ومبادلة بين طرفين، يجب أن يكون على مستوى واحد من الصدق والأمانة والإخلاص.
أيتها الفاضلة الكريمة: سعيك لبر والديك سوف يحسن من مزاجك، ممارسة تمارين رياضية ما بين المغرب والعشاء لمدة نصف ساعة مثلا، هذا فيه فائدة كبيرة جدا لك.
النظرة المستقبلية يجب أن تكون إيجابية، فأنت الآن على أعتاب أن تنتهي من المرحلة الثانوية، ولابد أن يكون شعارك وأملك وإصرارك هو أن تتحصلي على الدرجات العليا من أجل أن تدرسي دراسة جامعية محترمة تفيدك في مستقبل أيامك، هذا هو الذي أنصحك به، ولا أرى أنك في حاجة لعلاج دوائي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.