السؤال
السلام عليكم.
التقيت بخطيبتي والتي قد تم عقد قراني عليها، ولكن لم يحدث بيننا إيلاج، وكنت لابسا الواقي الذكري، وتم الإنزال داخل الواقي، وبعد أيام أصابني الخوف والقلق أن تكون قد حملت، علما أن دورتها الشهرية بدأت في تاريخ (21/2/1436هـ)، وحدث اللقاء بيننا في (11/3/1436هـ).
في يوم (1/4/1436هـ) جاءتها الدورة الشهرية، فهل هذا يعني أنه لا يوجد حمل؟ وهل يمكن أن يحدث حمل متأخر؟ وما هو الوقت المناسب لإجراء فحص منزلي أو تحليل؟
أرجو إفادتي سريعا؛ لأنني أعاني من القلق وعدم النوم؛ بسبب ذلك، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالنسبة لسؤالك عن احتمال حدوث الحمل, فأؤكد لك -أيها الأخ الفاضل- على أن ذلك غير ممكن في مثل الظروف التي ذكرتها؛ وذلك لعدة أسباب:
1- أن العلاقة تمت باستخدام الواقي الذكري.
2- العلاقة لم تترافق مع إيلاج في المهبل, وحدوث الحمل يتطلب حدوث الإيلاج.
3- نزول الدورة الشهرية بشكل طبيعي.
لذلك اطمئن -أيها الفاضل-، فلا يوجد أي احتمال لحدوث الحمل عند خطيبتك, فهذا أمر مؤكد تماما, وللاطمئنان أكثر، وحتى يتم قطع الشك باليقين, فيمكن عمل تحليل الحمل الآن, فقد مضت فترة كافية على الحادثة, ولو وجد حمل, فإنه سيظهر حتما بالتحليل المنزلي الآن.
نصيحتي لكما هي بعدم تكرار هذه الممارسات, حتى لو كان قد تم عقد القران, بل الانتظار إلى ما بعد إشهار الزواج, والاستفادة من هذه الفترة في زيادة التقارب والتفاهم بينكما, وفي التخطيط الجيد للمستقبل.
نبارك زواجكما مقدما, ونسأل الله -عز وجل- أن يكتب لك فيه كل الخير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتورة/ رغدة عكاشة، استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم، تليها إجابة الشيخ/ موافي عزب، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (إسلام ويب)، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى- أن يجمعك بأهلك على خير، وأن يعينكما على إقامة حياة زوجية طيبة سعيدة مستقرة، وأن يرزقك الصبر والأناة والحلم، وألا تتعجل حتى لا تفسد على نفسك الفرحة بليلة البناء بأهلك، إنه جواد كريم.
نحب أن ننبهك -أخي الكريم الفاضل- إلى مسألة هامة، فإن مما لا شك فيه أن العقد يجيز للرجل وطء أهله، ولكن العلماء ذكروا في هذه المسألة: أن الوطء مقابل النفقة، بمعنى أنه لا ينبغي أن يطأ الرجل المرأة في بيت أبيها وهو لم ينفق عليها، ويجوز لك مقدمات الجماع.
كان الأليق والأوفق بك أن تراعي حرمة البيت الذي تنحدر منه هذه المرأة، فما فعلته هو نوع من التسرع والعجلة، وهو غير محمود العاقبة.
لو سألتك: هل أهلها يعلمون أنك تنام معها؟ أعتقد أنك ستقول: لا. فإذا كأنك تسرق شيئا ليس لك، وكأنك تعتدي على حرمة غيرك.
إنك الآن تخاف، وتريد من زوجتك إجراء فحص حمل، لقد أدخلت نفسك في دوامة كبيرة، وهب أن هذه الأمور كلها لم تظهر، فماذا ستصنع؟
لماذا تعيش في دوامة الشك والريبة والخوف من الحمل وعدمه؟ ولماذا تجعل الفتاة تعيش –أيضا- هذا الجو النفسي القاتل؟
أرى -بارك الله فيك- أن تقلع عن ذلك فورا، فإن كنت لا تستطيع أن تملك نفسك، فلا تذهب إليها، ولا تخل بها، أو عجل بالدخول والبناء حتى يكون الأمر له مذاقه الخاص وطعمه المتميز.
اتق الله، وحافظ على هذه المرأة التي سلمتك نفسها لثقتها فيك؛ لأنك قطعا زوجها، ولكن ما صنعته معها أمر يتنافى مع ما عليه عادات الناس، والعرف معتبر شرعا ما دام أنه لم يتعارض مع شرع الله، خاصة أنك تريد أن تهرب الآن من الآثار المترتبة على العرف.
أسأل الله أن يجعلنا وإياك من المتقين الذين قال فيهم: {والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون}، والذين قال فيهم: {والذين يوفون بعهدهم إذا عاهدوا}.
هذا، وبالله التوفيق.