تزوجت منذ شهر ولم يتمّ الدخول بي حتى الآن... فماذا أفعل؟

0 420

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذا الموقع الذي استفدت منه كثيرا.

مشكلتي أنني تزوجت برجل من عائلة محترمة، وعمره 49 سنة، وأنا عمري 36 سنة، وكان سبب موافقتي عليه أنه رجل محترم وهادئ، وشكله مقبول بالنسبة لي، ومستواه المادي معقول.

استمرت خطبتنا لمدة سنة، ولم أكن أراه أو أتحدث معه كثيرا؛ لأنه قليل الكلام، ومنغلق على نفسه، لم نتحدث معا في فترة الخطبة عن أي أمور عاطفية، كل حديثنا كان عن تحضيرات الزواج، أنا بطبعي أخجل من أي حديث عاطفي، فلم أحاول أن أعرف مشاعره تجاهي، لكن كنت أقول لنفسي: بما أنه مستمر معي؛ فهو يريدني.

بعد الزواج وفي ليلة الدخلة لم أستطع التجاوب معه؛ فقد شعرت بخجل شديد جعلني أتجمد، وشعرت بتوتره الشديد، وفي اليوم التالي حاول معي، لكنه هو الذي توقف، وعندما سألته والدته قال لها: كل شيء على ما يرام، وأنا قلت لوالدتي: لا يوجد شيء.

لم يقترب مني لمدة يومين، وعندما سألته عن الموضوع، قال: الأفضل أن نبقى هكذا، وهذا الموضوع غير ضروري، وأنت لا تثيرينني، فقد كانت لي علاقات في شبابي، وأنا متأكد من سلامتي، وكرر هذا الكلام كثيرا، وأن رغبته الجنسية سليمة، لكن ليس معي، قلت له: لا يمكن أن نعيش هكذا، فهذا ليس بزواج، وأنني أريد أطفالا، قال: كنا نعيش هكذا قبل الزواج.

حاولت معه، أريد أن يغير رأيه حتى يستمر زواجنا، فطلب مني أن أعطيه فرصة، ومر على زواجنا أكثر من شهر، وإلى الآن لم يقترب مني بأي شكل من الأشكال، فما رأيكم في هذا الوضع؟ فأنا محتارة بشدة! أرجوكم أفيدوني، ما الحل؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dena حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى- أن يستر عليك في الدنيا والآخرة، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يعينه على القيام بواجبه الشرعي، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة، كما نسأله -تبارك وتعالى- أن يجعله عونا لك على طاعته وإسعادك، وأن يجعلك عونا له أيضا على طاعته وعلى إسعاد نفسه.

بخصوص ما ورد في رسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة– فإنه مما لا شك فيه أن الذي حدث لا يبشر بخير، ولكن الأمر يحتاج إلى نوع من الصراحة والمصارحة، والجرأة والشجاعة؛ لأن الحياة –كما ذكرت- لا يمكن أن تستمر بهذا الوضع، خاصة وأنه قد مر على زواجكما أكثر من شهر إلى الآن.

لذا أقول -بارك الله فيك-: أنت في حاجة إلى إشعاره بأن هذا الأمر ليس طبيعيا، وقولي له: (أنا أقف معك، وأنا لست معترضة على ما أنت عليه، ولكن على الأقل دعني أعش الحقيقة بصورة طبيعية، إذا كنت تعاني من شيء عضوي أو نفسي، فما المانع أن نذهب إلى المتخصصين، وأن نبدأ رحلة علاج، حتى وإن طالت سنوات، فأنا معك).

المهم أشعريه بأنك لست على استعداد أن تتخلي عنه، وأنك لن تتخلي عنه تحت أي ظرف، وأنك ستكونين معه دائما وأبدا، هذه الرسائل الإيجابية تجعله يشعر بالأمان، ثم بعد ذلك يفتح لك قلبه، أو على الأقل يبدأ خطوة إيجابية نحو العلاج، قولي له: (أنا فقط أريد أن أعرف ما هي المشكلة؟ إذا كنت لا تستطيع أن تحدد ما هي المشكلة، فما المانع أن نذهب جميعا إلى طبيب أو أن تذهب إلى طبيب، وأن تعرض نفسك عليه؛ لأن الله -تبارك وتعالى- ما خلق داء إلا خلق له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله، وأن الطب الآن قد تقدم، وأن علاج معظم الحالات المستعصية أصبح الآن في مقدور الناس -ولله الحمد والمنة-).

أصري على ذلك، وقولي له: (أنا مصرة على أن نتعاون معا، وأن نقف معا في مواجهة أي ظرف أنت تعيشه، أنا وأنت الآن أصبحنا كيانا واحدا، وأنا لن أتخلى عنك بحال، ولكن أنا أريد فقط أن أساهم في حل المشكلة، أما الوضع الذي أنا عليه الآن، فهو وضع محزن؛ لأنني أشعر بأنني عاجزة عن مساعدتك، وأشعر أنك تتألم عندما لا تتمكن من أداء حقك الشرعي، وأنا أتألم كذلك، ولكن نحن سنصبر، شريطة أن يكون هناك حل، وأن يكون الحل عاجلا، دعنا نذهب إلى أخصائي، ودعنا نعرض أنفسنا عليه).

دائما تكلمي معه بصيغة الجمع، لا تقولي: (اعرض نفسك)، كأنك توجهين له اتهاما، وإنما اجعلي القضية قضية عامة لك وله: (دعنا نذهب إلى أخصائي، ودعنا نعرض أنفسنا عليه، ودعنا نخضع للعلاج المطلوب، والله –تبارك وتعالى- لن يخزينا؛ لأننا قد أخذنا بالأسباب).

حاولي، فإن قبل هذا الطرح وتهيأ، وفعلا ذهب إلى طبيب، وبدأتم في حل المشكلة، فهذا الذي نرجوه، وإن أصر على ذلك قولي له: (هذا الأمر شرعا لا ينبغي، وأنا لا أستطيع أن أصبر أكثر من ذلك، فاسمح لي أن أدخل أطرافا خارجية في المشكلة).

ابدئي بأمه، اعرضي عليها الأمر، بعد أن تستنفدي معه وسائل العلاج إذا رفض، واعرضي عليها الأمر بطبيعته، وبما هو عليه، ثم انظري ماذا ستقول لك؟ لعلها تكون على علم، فتكون هذه جريمة أيضا أو جناية، ثم بعد ذلك إذا لم تجدي حلا لديهم، توجهي إلى أهلك، وأخبريهم بما تم، وأن الوضع كذا وكذا، حتى يشاركوك في اتخاذ القرار؛ لأنني لا أريدك أن تتحملي أخذ قرار كهذا القرار المصيري، لا تتحمليه وحدك، وإنما اجعلي الأسرة تشاركك في القرار؛ حتى لا يعتب أحد عليك، ولا يلومك أحد بعد أخذ هذا القرار المؤلم الذي أتمنى ألا تصلوا جميعا إليه.

حاولي، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله، وإذا كان الرجل إيمانه ضعيفا، فحاولي مساعدته عن طريق المحافظة على الصلاة في أوقاتها، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، ولا مانع من عرضه على راق شرعي بقصد الرقية الشرعية، لعله أن يكون هناك شيء من عالم الجن قد تعرض له في فترة ما من أيامه وهو لا يدري، وأنا واثق -إن شاء الله تعالى- أنكم ستصلون إلى حل، ولكن المهم أن تبعدي شبح الطلاق عن حياتك الآن تماما، ولا تفكري فيه إلا من باب: (آخر الدواء الكي)، وأسأل الله ألا تصلوا إليه، وأن يسعدكما، وأن يعينكما على تجاوز هذه المشكلة؛ إنه جواد كريم.

هذا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات