السؤال
السلام عليكم.
أعاني منذ مدة (تقريبا 10 أيام) من تشنجات وآلام مبرحة في منطقة الصدر والذراعين بعد كل عطسة، ولأنني كنت مصابا بالرشح قبل أيام؛ ظننت أن السبب يعود للرشح، ولكن هذه الحالة بدأت قبل أن أصاب بالرشح بأسبوع تقريبا؛ مما زرع في قلبي الشك.
لا أعاني من آلام في الرقبة, ولا من السعال أو الغثيان، أو من أي شيء غريب، ولكنني مدمن دخان، ولدي شك بسيط بأمراض القلب، فهل تدعو حالتي للتشخيص الفوري؟ وماذا يمكن أن يكون سبب هذه الآلام؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ noor حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الألم الذي تشعر به في محيط الصدر، ويأتي ويختفي، ويزيد مع العطس خصوصا، وأنت شاب أعزب صغير السن؛ ليس له علاقة بأمراض القلب، ولكنه شد عضلي في عضلات الصدر الموجودة بين الأضلاع، وحول القفص الصدري، ويحدث هذا الشد العضلي بسبب الجلوس الخاطئ، مثل الاتكاء على الكوع والكتف، أو النوم على وسادة عالية، وبسبب حالة الهزال التي تعاني منها، وضعف الكتلة العضلية، وتزيد تلك الآلام مع وجود فقر دم، والنقص الحاد في فيتامين (د).
هذا الفيتامين الذي لا يلتفت إليه الكثير من الناس، مع ندرة شرب الحيب الغني بالكالسيوم، ولذلك تظل العظام في حالة من الوهن، والضعف العام.
ولذلك يجب تناول مقويات الدم، ولتقوية العظام، وعلاج ألم الصدر؛ يجب تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية 50000 وحدة دولية لمدة شهرين، ويمكن تكرارها بعد 4 أشهر مرة أخرى، مع تناول أقراص كالسيوم 500 مج مضغ مرتين يوميا لمدة شهرين أيضا، وهذا لا يغني عن الحليب ومنتجات الألبان بصفة منتظمة، ويمكنك أخذ حقنة فيتامين (د) 600000 وحدة دولية في العضل مرة واحدة، ثم تناول الكبسولات بعد ذلك.
ولعلاج تلك الآلام يمكنك أخذ حقن الـ (neuorobion) في العضل يوما بعد يوم لعدد 6 حقن، ويساعد في الشفاء إن شاء الله، مع أخذ كبسولات مسكنة مثل: (celebrex 200 mg) مرتين يوميا بعد الأكل، وكبسولات (myolgin) ثلاث مرات يوميا لمدة أسبوع، مع التعود على الحمام الساخن كلما أمكن ذلك.
والتدخين أو التبغ عموما آفة ابتلي بها الكثير من الشباب، تؤدي إلى أخطر الأمراض، ولا تترك عضوا في الجسم إلا وتؤثر فيه تأثيرا مباشرا، خصوصا القلب والرئتين والشرايين، بالإضافة إلى فقر الدم، وفقدان الشهية، وما يصاحب ذلك من صداع وخمول، وكسل، وحالة من الإرهاق العام، ولك أن تفحص صورة الدم (CBC) في المختبر، وتتناول الفيتامينات المناسبة في حالة وجود أنيميا، مع الغذاء الصحي السليم.
وعند التوقف عن التدخين يشفى المريض من التهاب الصدر، وتختفي الكحة، وآلام الصدر، وتتحسن الشهية، وتعود الرئتين والقلب والدورة الدموية إلى حالتها قبل التدخين.
والسيجارة عند اشتعالها تحتوي على 4000 مادة سامة، معلوم منها 400 مادة فقط، منها 40 مادة مسرطنة على الأقل، لأن طريقة حفظ نبات التبغ من التعفن بعد جني المحصول، هو إضافة الكثير من المبيدات الحشرية عليه، وهذا يؤدي إلى زيادة سمية السيجارة، والإرادة القوية، والعزيمة، والرغبة في الشفاء، هي الحافز الوحيد للإقلاع عن التدخين، فقد مرت السكرة، وحلت الفكرة، ولم يبق من السيجارة إلا جني الأمراض، فلم تعد السيجارة مرتبطة بالرجولة كما يظن المراهقين، ولم تعد الفتيات تنفعل ويغمى عليها من منظر الشباب اليافع المدخن؛ لأنها أصبحت هي من يدخن، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولا تحتاج إلا 10 إلى 15 يوما فقط لكي تتخلص خلاياك من حالة الإدمان التي تسببها السيجارة، وبعد تلك الأيام، وبعد انسحاب مادة النيكوتين المسببة للإدمان من دم المدخن؛ فلن تعود إلى اليسجارة مرة أخرى، والعودة تكون بسبب ضعف الإرادة، وضغط الأصدقاء، وليس بسبب الحنين والرغبة في التدخين.
وتعمل الإرادة والعزيمة القوية التخلص من إدمان السيجارة، وطالما عرفنا الضرر الذي سنقبل عليه، فليكن القرار الحاسم، والحازم أني لن أدخن، ولن أخون الأمانة التي استأمنني الله عليها، وسوف تجد العون من الله، وعند إقلاعك عن التدخين قل أو كثر سوف تعود إلى التنفس الطبيعي إن شاء الله، مع مارسة الرياضة بشكل يومي، فهي تساعد أيضا على تحسين الحالة المزاجية، وتزيد معها اللياقة البدنية.
وفقك الله لما فيه الخير.