السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأدخل في الموضوع مباشرة: يادكتور، أختي عمرها 5 سنوات، وتعاني من التأتأة، أحرجها الموضوع كثيرا، وأصبحت تخاف أن تختلط بالناس؛ لخوفها من أن تتأتئ؛ فيسخروا منها، مع أننا نحاول أن نقنعها أنها مشكلة طبيعية، لكني خائفة جدا بأن تكبر وتكبر مشكلتها معها، أصبحت أتألم معها، وبحثت كثيرا لحل لها لكن لم أجد إلا موقعكم، فأرجوك ساعدني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال، وشكرا لك على اهتمامك بأختك الصغيرة، حفظها الله.
لا شك أن بعض صعوبات النطق أو الكلام عند الصغار يمكن أن تسبب لهم بعض المشكلات النفسية، والتي تنعكس على علاقاتهم الاجتماعية؛ مما يمكن أن يؤدي للعزلة وتجنب لقاء الناس.
ولا شك أيضا أن هناك الكثير مما يمكن أن تفعله الأسرة في مساعدة الطفل على التخفيف من بعض هذه الصعوبات النفسية، ويمكن أن نقسمها لثلاثة أمور: داخل البيت والأسرة، وأمور في الخارج، والمدرسة.
ففي البيت حاولوا أن تتعاملوا معها بشكل طبيعي، وكأنها لا تعاني من أي تأتأة أو صعوبات في الكلام. وهذا يتطلب عند الحديث معها انتظارها عند كلامها، وعدم إكمال الجملة لها، أو طبعا إظهار التململ من تأخر إنهائها لكلامها...، وأهم شيء هنا هو تعزيز ثقتها في نفسها، وربما من خلال تعزيز الصفات الإيجابية الموجودة عندها عن طريق لفت النظر لما تتقنه، وتجنب التعليق عما قد لا تتقنه أو بعض السلبيات.
وحاولوا أن تقرأوا معها في البيت بصوت مرتفع، وشجعوها على أن تقرأ لكم، أو على تسميع حفظ بعض سور القرآن؛ فهذا يساعد كثيرا على إخراج الحروف بالشكل المناسب.
وفي خارج البيت، أن تعملوا على إتاحة الفرص الطبيعية للقاء بالناس من أقرباء أو أصدقاء، وإن كان قد يصعب هذا ربما وأنتم في بلاد الغربة في رومانيا، ولكن حاولوا قدر المستطاع. فهذا أيضا مما يمكن أن يكسبها الثقة في نفسها.
وفي المدرسة، تحاول أن تتحدث مع معلمتها من أجل أن تعطيها بعض الرعاية الخاصة، وتشجعها على الكلام أو القراءة أو الحديث أمام بقية الطالبات، فكل هذا أيضا يعزز عندها من ثقتها في نفسها، والتي هي -عادة- مفتاح تكيفنا مع صعوبات حياتنا.
حفظ الله أختك، وأقر بها أعينكم.