السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة حامل، وهذا هو حملي الأول بعد إجهاضي منذ ستة أشهر، عمر حملي الجديد هو سبعة أسابيع وثلاثة أيام، وذلك بحساب السونار، مشكلتي بدأت قبل أسبوعين، فقد نزل مني دم أحمر اللون بشكل مفاجئ، ولم يصحبه أي مغص، أو أي ألم، فذهبت إلى الطبيبة، وطمأنتني - بفضل الله -، واستمر نزول الدم يوما كاملا، علما بأنه كان خفيفا، ثم أصبح ينزل على شكل قطع صغيرة وجامدة بدون ألم.
تناولت مثبتا للحمل هو (دوفاستون)، ثلاث مرات في اليوم، مع تحاميل (سايكلوجيست)، مرتين في اليوم، بالإضافة إلى (حمض الفوليك).
بعد أسبوع من النزيف، ذهبت لعمل السونار، واكتشفوا وجود كيسي حمل، أحدهم فارغ، والآخر به جنين، قمت بعمل الأشعة، واستمعت لنبض الجنين، وبقيت مستمرة على تناول مثبت الحمل مع التحاميل، فتوقف الدم نهائيا، وبعد أن أتممت سبعة أسابيع، نزل مني دم غامقا ليس غزيرا، كان ينزل على شكل دفعات، أي مرة في اليوم أو مرتين، ولون الدم كان غامقا، مائلا للسواد، وأحيانا يشبه التراب، وأحيان أخرى يكون على شكل خيوط، فينزل دون أي مغص أو رائحة.
اليوم قمت بعمل السونار من جديد، كان نبض الجنين جيدا، والكيس الآخر بدأ بالتلاشي، ومع هذا كله، ما زال الدم الغامق مستمرا في النزول، فما تفسيركم لحالتي؟ وهل خروج هذا الدم فيه خطر أو تهديد بالإجهاض -لا قدر الله-؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عوضك الله -عز وجل- بكل خير، وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك.
من المعروف بأن نسبة حدوث الاختلاطات في الحمل التوأم هي أعلى من الحمل المفرد، ومن ضمن هذه الاختلاطات: حدوث إجهاض لأحد التوأمين، وهذه الحالة أصبحت تشخص أكثر من السابق، ليس لأن نسبة حدوثها أصبحت أعلى، لكن لأن وسائل التصوير أصبحت أكثر دقة، وأصبحت قادرة على إظهار الحمل بعمر مبكرا جدا.
إذا: ما حدث معك هو حمل توأم, أجهض أحدهما، وهو الذي كان يحوي على الكيس الفارغ، واستمر الآخر، ونزول الدم عندك؛ سببه هو إجهاض الكيس الفارغ.
وبما أن الإجهاض قد حدث في مرحلة مبكرة جدا، قبل عمر (10) أسابيع، وبما أن الحمل لم يكن حملا سليما، بل كان كيسا فارغا، أي لا يحوي على مضغة، فلذلك نقول: لا ضرر عليك ولا على الجنين السليم -بإذن الله تعالى-، والدم النازل سيتوقف بعد فترة، وما يتبقى من الكيس الفارغ، سيقوم الرحم بامتصاصه وإزالته كاملا.
أكرر لك على أنه لا خطر من نزول الدم الآن، لا على صحتك، ولا على صحة الجنين السليم، لكن يجب توضيح نقطة هامة هنا، وهي أن نسبة إجهاض الحمل المفرد في الحالة الطبيعية، هي بحدود(15%)، أما نسبة إجهاض الحمل التوأم، فهي أعلى بقليل، وهي بحدود (20%)، وإذا حدث إجهاض لأحد التوأمين، فإن نسبة إجهاض الثاني ستصبح (25%)، أي أن احتمال الإجهاض عندك هو بحدود (25%)، وهو أعلى بقليل من النسبة الطبيعية، وهي (15%)، ومع ذلك فإنني أدعوك للتفاؤل، وعدم القلق؛ لأن احتمال استمرارية الحمل عندك مرتفع جدا، ويصل إلى حدود (75%)، وهي أعلى بكثير من احتمال إجهاضه -بإذن الله تعالى-، وما عليك إلا الاستمرار، والأخذ بالأسباب، والإكثار من الدعاء، وتحري أوقات الإجابة.
نسأل الله -عز وجل- أن يتم لك الحمل والولادة على خير.