السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
لدي مشكلة تزعجني ومن حولي: رائحة كريهة كرائحة مياه الصرف الصحي -أعزكم الله- تخرج مني في كل الأوقات، وأصبحت تتعبني وتجعلني أبتعد عن الناس، في البداية لم أعتقد أن الرائحة مني، ولكن بعدها أصبحت مستمرة معي وتحرجني خصوصا وقت التوتر، مع العلم أني قليل التعرق، وأحلق منطقة الإبطين دائما.
أريد أن أستفسر عن علاج؛ لأن كل شيء لم ينفع، فقد جربت أنواعا كثيرة من مزيلات العرق، وأستحم يوميا مرة أو مرتين مع تنظيف الجسم بالصابون، فهل يوجد علاج ينفع حالتي؟
مع العلم بأني أتمرن يوميا، وألعب كرة القدم في ناد رياضي، فهل هذا له علاقة؟
استشرت طبيبا وقال لي: إن عقلك اعتاد على الرائحة، ومع توترك أصبحت تضخم الرائحة حتى لو كانت الرائحة قليلة. كيف أعرف أن الرائحة ظاهرة للناس أم أنا أختلقها؟
أتمنى الرد بأسرع وقت.
حفظكم الله، ووفقكم لكل ما يرضاه ويحبه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مرتجى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أقدر معاناتك مع المشكلة الموصوفة، وأتصور أن المعلومات والنصائح التالية سوف تكون مفيدة لك بشكل كبير:
يوجد نوعان من الغدد العرقية بالجسم:
نوع (Eccrine glands)، وتوجد في كل أنحاء الجسم المختلفة تقريبا، وتفرز العرق نتيجة زيادة درجة حرارة الجسم لتنظيمها.
النوع الثاني: (Apocrine glands)، وتوجد في أماكن محددة، مثل: الإبطين، وجلد الأماكن التناسلية، والثديين، وتفرز الرائحة المميزة لكل إنسان، ولا توجد لها وظيفة في تنظيم درجة حرارة الجسم.
وتنتج الرائحة الكريهة نتيجة تحلل العرق -وبالأخص في منطقة الإبطين-، بواسطة البكتيريا الموجودة في الجلد، وإنتاج المواد -الأمونيا والأحماض الدهنية-، ذات الرائحة اللاذعة أو النفاذة أو الزنجة، ولذلك فإن العلاج يعتمد في الأساس على إبقاء الجلد -وبالأخص تحت الإبطين- جافا، بالإضافة إلى تقليل البكتريا التي تقوم بتحليل العرق إلى الحد الأدنى من خلال اتباع التعليمات الآتية:
• الاستحمام المتكرر، وغسيل الإبطين بعد العرق باستخدام المنظفات أو الصابون المضاد للبكتيريا، والتجفيف بشكل جيد.
• تجنب زيادة التعرق بتجنب الجلوس في الأماكن الحارة، وتناول المأكولات الحارة.
• لبس الملابس القطنية أو الماصة، أو المسهلة لتبخر العرق، وتغيير الملابس، والاستحمام بعد ممارسة الرياضة، أو أي نشاط بدني يؤدي إلى التعرق.
• تجنب تناول المأكولات التي تفرز في العرق، ويكون لها رائحة نفاذة من الثوم والكاري.
• يجب إزالة الشعر من المنطقة تحت الإبطين باستمرار؛ لأن وجود الشعر يؤدي إلى زيادة الرطوبة، والاحتفاظ بالعرق، وكذلك زيادة عدد البكتيريا التي تحلل العرق بصورة كبيرة.
• استخدام مضادات التعرق (Antiperspirants)، وليس مزيلات العرق أو الروائح فقط (Deodorants)، ويجب ملاحظة ذلك عند شراء مزيلات العرق، بقراءة: هل هي مزيلة للعرق، أو معطرة فقط؟ وذلك بمراجعة الكلمات الإنجليزية المكتوبة بين الأقواس، وتوجد أنواع متداولة في المتاجر تحتوي على مزيل العرق والمعطر في عبوة واحدة، وتوجد شركات مهتمة بإنتاج مستحضرات العناية بالجلد، لها مستحضرات موضعية تحتوي على مركبات مضادة للعرق بتركيزات علاجية؛ للتقليل من إفرازه، مثل: (Drichor) أو(Spirial) وتوجد على عدة هيئات، منها الكريم إذا رغبت في ذلك، ويمكن مناقشة الطبيب المعالج أو الصيدلي؛ لمعرفة الأنواع المتاحة في البلد الذي تقطنين به.
- إنقاص الوزن إلى القيمة المثالية مفيد؛ للتقليل من الرطوبة بالثنايات.
أنصح -أيضا- بزيارة طبيب أمراض جلدية وباطنية؛ لتوقيع الكشف الطبي عليك، وأخذ التاريخ المرضي، وطلب بعض الفحوصات المعملية؛ لأن هناك بعض الأمراض تكون مصحوبة بزيادة في التعرق، مثل زيادة نشاط الغدة الدرقية وغيرها.
أما إذا كانت المشكلة ليست لها علاقة مباشرة بالتعرق والرطوبة بثنايات الجلد، فتوجد حالات نادرة يكون سبب الرائحة الكريهة فيها هو خلل في عملية الأيض لبعض الأحماض الأمينية الموجودة في عدد من الأغذية، أهمها الأسماك البحرية، ويجب التأكد من التشخيص بعمل بعض الفحوصات، أهمها عمل تحليل للبول المجمع لمدة 24 ساعة؛ للقياس والتأكد من وجود ناتج الأيض، الذي يسبب الرائحة الكريهة.
يكون العلاج -في هذه الحالة- بتنظيم تناول الأغذية المختلفة، وينصح طبيبك وطبيب التغذية، بتجنب تناول بعض الأغذية مطلقا، مثل الأسماك البحرية -يمكن تناول أسماك المياه العذبة-، وينصحون أيضا بالتقليل من تناول أغذية أخرى، وهكذا، ويمكن إعطاء بعض المضادات الحيوية التي تعمل على تغير أنواع البكتيريا الموجودة في الأمعاء، بالإضافة إلى النصيحة باستخدام صابون منخفض في الرقم الهيدروجيني؛ لأنه يساعد في إزالة هذا الناتج الأيضي من على سطح الجلد.
في بعض الأحوال إذا لم يلاحظ الطبيب رائحة كريهة حقيقية عند المريض، ربما يكون ذلك علامة مبكرة لبعض الأمراض النفسية.
أتمنى لكم السعادة، ووفقكم الله، وحفظكم من كل سوء.