السؤال
السلام عليكم
أشكر كل القائمين على هذا الموقع الفعال، الذي يساعد الناس في جميع دول العالم.
أنا طالب جامعي، بعمر 22 سنة، لدي مرض يجعلني أفقد حقوقي في جميع الأمور، فأنا أعاني من الخجل الشديد والخوف من مواجهة الناس، ليس لدي القدرة على الرد من يغلط في حقي، أعاني من تلعثم في الكلمات، يصعب على الكلمات الخروج من فمي بشكل صحيح!
لا أستطيع أن أنظر لفترة طويلة في وجه من يكلمني في بعض الأوقات، أنزل رأسي على الأرض من أجل أن لا ينظر إلي الشخص على أنني أشعر بالخجل، لدي تغير في لون الوجه عند الخجل، وسرعة دقات القلب، لا أستطيع أن آكل طعامي أمام شخص يكلمني، لا أستطيع المشاركة في القاعة الجامعية بسبب خجلي، لا أستطيع الرد على الأستاذة عندما تلقي علي أسئلة، سرعة في تغير لون الوجه، وزيادة دقات القلب.
أنا إنسان اجتماعي، لا أحب الانعزال عن الناس في جميع المناسبات، أنا في صلاة الجماعة معظم أوقاتي في الصف الأول ملازم للقرآن الكريم، والاستغفار.
وجدت في إحدى مدوناتكم أنه يوجد علاج للتخلص من هذه الحالات، واسم الدواء السيروكسات، هل تنصحوني باستخدامه؟ فأنا أريد أن أتخلص من هذا المرض بسرعة كبيرة، هل يكفي استخدام الدواء مدة شهر واحد؟ وكيف أستخدم الدواء، وما هي سلبيات العلاج، هل يسبب العقم أم لا؟
هذي المشكلة تلزمني منذ فترة طويلة، أرجوكم ساعدوني، شكرا جزيلا لكل القائمين على هذا الموقع الأكثر من رائع، راجيا من الله ثم منكم مساعدتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ said حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تعاني من درجة بسيطة من القلق أو الخوف الاجتماعي، وقلقك من النوع الظرفي، حيث إن هذه التغيرات تحدث لك من شعور بعدم الارتياح والخجل وتغير في لون الوجه وزيادة في ضربات القلب، تحدث لك عند ظروف وتواصل اجتماع مفاجئ، أو حتى المخطط له، ولكن بصفة عامة أنت إنسان تحب الجماعية، وتحضر صلاة الجماعة، وهذا أمر طيب.
حالتك من النوع البسيط، وأريدك أن تقدر مقدراتك، فأنت لست أقل من الآخرين، وأنا أؤكد لك أن التغيرات الفسيولوجية والتي تظهر في شكل تسارع في ضربات القلب أو الشعور باللعثمة هي ناتجة من تغير كيميائي بسيط جدا يحدث في الجسم من خلال إفراز مادة تسمى الـ (أدرينالين adrenaline) أو يسمى (إبينيفرين Epinephrine) وهذه مادة تحضرنا وتحضر أجسادنا ونفوسنا وقلوبنا وعقولنا من أجل المواجهات، لكن حين يزداد إفراز هذه المادة يحدث الذي يحدث من أعراض جسدية.
إذا الموضوع مفسر، الموضوع بسيط، وأنا أؤكد لك أن الآخرين لا يشعرون أبدا بأنك متغير، وأؤكد لك أنك لن تفقد السيطرة على الموقف أبدا.
أحد الإخوة يأتيني ويقول لي: (أخاف أن أسقط في أثناء الصلاة، لأنني أحس بخفة في رأسي أو نوع من الدوار) هذا لا يحدث أبدا أيها الفاضل الكريم.
أريدك أن تكثر من التواصل الاجتماعي، وأريدك أن تتصدر المجالس، وأن تشارك الناس في مناسباتهم، وتطور مهاراتك الاجتماعية البسيطة، خاصة مهارة السلام، الإسلام هو دين السلام، وحثنا ديننا أن نلقي التحية على من نقابل، تحية الإسلام، (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، فابدأ دائما بالسلام، تحين هذه الفرص العظيمة، واعلم أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، والتبسم هو أمر عظيم، سجله الله تعالى قرآنا يتلى، قال تعالى: {فتبسم ضاحكا من قولها}.
أيها الفاضل الكريم: اجعل هذه المهارة الاجتماعية مفتاحا لك للتخلص من هذه التوترات البسيطة.
الرياضة الجماعية مهمة جدا، تطبيق تمارين الاسترخاء مهمة جدا، فيمكن أن تتعلمها من أحد المختصين النفسيين، وليس طبيبا نفسيا، أو يمكن أن ترجع لاستشارة بموقعنا والتي هي تحت رقم (2136015).
بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك نعم، الزيروكسات عقار رائع ورائع جدا، وأنت لا تحتاج أن تتناوله لمدة طويلة، ولا بجرعة كبيرة، هنالك ما يعرف بالـ (زيروكسات Seroxat CR) ويسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine) بجرعة 12.5 مليجرام، هذه أصغر جرعة، ابدأ في تناولها ليلا لمدة ثلاثة أشهر، شهر واحد لا يكفي – أيها الفاضل الكريم – وبعد ذلك اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر واحد، ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذه هي أصغر جرعة وأقصى مدة للعلاج لتستفيد منها، والزيروكسات ليس له آثار جانبية كثيرة، خاصة حين يتم تناوله بهذه الجرعة الصغيرة، ربما يفتح شهيتك قليلا نحو الطعام، وبالنسبة للمتزوجين ربما يؤخر القذف المنوي قليلا عند المعاشرة الزوجية، لكنه لا يؤثر على ذكورية الرجل أو القدرة على الإنجاب، كما أن الدواء ليس إدمانيا أبدا.
أريدك أن تتناول دواء آخر بسيط جدا كدواء داعم، الدواء هو (إندرال Inderal) والذي يعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) والجرعة المطلوبة هي عشرة مليجرام فقط، تتناولها صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
البروبرانلول لا ينصح باستعماله للذين يعانون من حساسية في الصدر أو مرض الربو.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب.