السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر (17) سنة، أعاني من الخوف، من الجلوس في مكان هادئ، وأخاف الجلوس مع الناس، وأخاف الخروج من البيت، فأشعر بالألم في معدتي، وأشعر بالغثيان، والاختناق، وأصاب بالإسهال أحيانا، أريد حلا؟ هل من حل لمشكلة الخوف التي أعانيها؟ وكيف لي أن أتخلص منها ومن أعراضها؟
علما بأن الخوف الذي يراودني سببه حرجي الشديد من أصوات بطني، فقد أصبحت لا أذهب إلى المدرسة، فأنا أخجل من أصوات بطني، وأخاف الفصول المدرسية.
بانتظار ردكم ومساعدتكم، ولكم خالص الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
هذا الخوف هو الذي جعلك لا تذهبين للمدرسة، هو نوع من القلق النفسي الخاص، يسمى بقلق الفراق، أي أنك تفضلين أمان البيت، أكثر من الذهاب إلى المدرسة، وهذا هو لب المشكلة، وهذا النوع من الخوف قد تتفرع منه مخاوف أخرى، مثل الخوف الاجتماعي من الدرجة البسيطة، كما هو واضح في حالتك.
الأعراض الجسدية، معروفة جدا كجزء أساسي ومكون رئيسي لقلق الفراق، والأعراض دائما تكون متمركزة حول الجهاز الهضمي، مثل: سماع الأصوات التي تصدر من الأمعاء، وكذلك الغثيان، وربما الإسهال في بعض الأحيان، والبعض أيضا قد يشتكي من كثرة التبول، أو الرغبة في التبول.
أيتها الفاضلة الكريمة: لا بد أن تتعاملي بحسم وعزم شديد مع هذه الحالة، اذهبي إلى المدرسة من يومك هذا، ولا تترددي في ذلك أبدا، إن ساومت نفسك واتبعتها، فهذا يعطل مسيرتك التعليمية وأنت في هذا العمر، وهذا أمر خطير بالطبع، وفي ذات الوقت سوف تحسين بالاضطراب والذنب؛ لأنك توقفت عن الدراسة، فأرجو أن تذهبي إلى المدرسة، ولن يحدث لك أي شيء، وهذه الأصوات التي تصدر، هي أصوات طبيعية وبسيطة؛ وسوف تختفي، ولا أحد يلتفت لها أبدا من زميلاتك.
الإسهال يكون بسيطا جدا، وعدم تفكيرك في الخوف قطعا يزيل الغثيان؛ وكذلك الرغبة في الإسهال أو التبول.
أريدك أن تطبقي تمارين الاسترخاء حسب ما ورد في استشارة بموقعنا تحت رقم: (2136015)، هذه تساعدك كثيرا في إزالة الأعراض كالاختناق، والتوتر، والشعور بعدم الارتياح.
أنت محتاجة لأن تكون لك أنشطة كثيرة داخل المنزل، يجب أن تأخذي المبادرات، ساعدي والدتك في أعمال المطبخ، وترتيب البيت مثلا، تواصلي مع صديقاتك، احرصي على الصلاة في وقتها، لا بد أن تذهبي لأحد مراكز تحفيظ القرآن مرة أو مرتين في الأسبوع، هذا يطور من مهاراتك، ويزيد من قدرتك على المواجهات الاجتماعية.
أنا أعتقد أيضا أنه سيكون من الأفضل أن تذهبي إلى الطبيب، أقصد الطبيب النفسي، أو طبيب الرعاية الصحية الأولية، حتى يصف لك أحد مضادات المخاوف، هي كثيرة جدا، منها عقار يعرف تجاريا باسم (تفرانيل ) (Tofranil)، ويعرف علميا باسم (امبرمين ) (Imipramine)، هو من الأدوية القديمة لكنه جيد جدا، كما أن عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت) (Zoloft)، أو (لسترال) (Lustral)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين ) (Sertraline)، وهو من الأدوية الجيدة والمفيدة لإزالة هذا النوع من الخوف والقلق.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.