توفي أحد أصدقائي وأصبت بخوف واكتئاب، فما العلاج؟

0 230

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحب أن أشرح لكم حالتي وأتمنی الرد وإفادتي:

لما كنت بعمر 14 تقريبا كان عندي رهاب، وكنت أخاف أن أقابل الناس، وأتلعثم إذا تكلمت مع أحد، وخجولا، ولما حاولت أن أندمج مع الناس وأخرج معهم، وكنت بحدود عمر ال16 سنة، كان لي عدة أصدقاء، وللأسف حدث لي حادث أنا وأصدقائي وتوفي واحد منهم -الله يرحمه- وجلست شهرا بالمستشفی، وبعدها أصبحت حالتي النفسية تعبانة، أصبت باكتئاب، وقلق، وكره للعالم، وكنت أحس بمرارة الدنيا، ولا أستمتع بها.

بعد ذلك بسنوات -والحمد لله- قرأت ببعض المواقع، وتحسنت نفسي، وجاهدت إلى أن وصلت لهذه المرحلة التي أراها متقدمة، فصرت أذهب وأروح، وأضحك، وطبيعيا نوعا ما، إلا بعض الأمور التي بسببها كتبت هذا السؤال.

أنا إلی الآن عندي رهاب ولكنه خفيف، وليس مثل السابق، يعني في بعض المواقف، مثل إذا قابلت دكتورا أو كنت في مكان مزدحم وفيه ناس، وخاصة مكانا يكون فيه الجنس الآخر؛ أحس بدقات قلبي تزيد، وحلقي يجف، وأحس بأعراض الرهاب، لكن نوعا ما أمسك نفسي، بحيث لا أحد يعلم بي، ولكني لا أكون مرتاحا.

قريبا سأخرج لمكان عمل يكثر فيه النساء، ومتأكد أني لو لم أستطع أن أعالج هذا الأمر فسيؤثر علی مستقبلي المهني، هذا الرهاب الخفيف يؤثر كثيرا علی شخصيتي.

أيضا: تأتيني نوبات من فترة لفترة، يعني لما أكون مسافرا مع الأصدقاء وأرجع تأتي هذه النوبة، وهي كآبة وقلق، وأحس بدقات قلبي، وعدم راحة واطمئنان، وتفكير وسرحان بكل شيء صار، وعموما أنا كثير التفكير بأمور ليس من اللازم أن أفكر فيها، مثل: ما الذي سيصير بعد سنة أو سنتين أو أكثر؟ وأقلق، وأحس أنها غدا ستحصل، وفي المجمل أتكدر.

كنت سابقا -والحمد لله- طبيعيا وجيدا، والآن أعاني من هذه المشكلة التي أقدر أقول: إنها خفيفة، ولكني أحب أن تكون حالتي النفسية لا تعاني من شيء، فلو يوجد دواء غير إدماني يساعد في مثل حالتي، وأحب أن أضيف: أن لدي مرض الربو، ومشكلة في بطني، غازات وكثرة تجشؤ، وغيرها، وأعاني من سرعة القذف لأني قرأت أن لها ارتباطا بهرمونات الجسم.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي بك هو قلق المخاوف، وقلق المخاوف تنتج عنه وساوس، والوساوس ينتج عنها اكتئاب ثانوي بسيط، إذا الحالة النفسية تدرجت لديك على نفس الأسس التي ذكرتها لك، وهذه لا تعتبر أمراضا متعددة، ولا حالات نفسية مختلفة، الأمر كله يتمركز حول القلق، وحتى الأعراض الجسدية التي تعاني منها -خاصة كثرة الغازات وكثرة التجشؤ وسرعة القذف– هذه قطعا مرتبطة بالقلق.

أما بالنسبة لمرض الربو فلا نقول: أن القلق هو سببه، لكن القلق يساهم في إثارته.

أيها الفاضل الكريم: أوضحنا لك حالتك، فلا تنشغل بها، وإن شاء الله تعالى هي بسيطة، اذهب وقابل طبيبا عموميا؛ لتجري الفحوصات الطبية العامة، هذه مهمة، وتأكد من مستوى الفيتامينات، وهرمون الغدة الدرقية، ووظائف الكبد والكلى، وفيتامين (ب12)، فيتامين (د)، تأكد من سلامتها جميعا، وهذه قاعدة طبية مهمة جدا، وبعد ذلك ابدأ في تغيير نمط حياتك:
- مارس الرياضة بكثرة.
- تواصل اجتماعيا.
- اجعل لحياتك معنى، من خلال زيادة الفعاليات، وأن تكون لديك أهداف واضحة. هذا يصرف انتباهك تماما -إن شاء الله تعالى– عما أنت فيه من توتر ورهاب بسيط.

الأمر كله بدأ معك بعد وفاة صديقك –عليه رحمة الله– لكن في الأصل من الواضح أن لديك الاستعداد، أي أن البناء النفسي لديك فيه العوامل المرسبة التي تجعلك قابلا للقلق وللتوتر، والوساوس أيضا والمخاوف وشيء من الاكتئاب، وهذه -إن شاء الله تعالى– كلها سوف تزول.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فأراه مهما في حالتك، وهناك دواء يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) أو يسمى تجاريا (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) دواء ممتاز جدا، وأحسب أن عمرك أكثر من ثمانية عشر سنة، وفي هذه الحالة لا مشكلة أبدا في تناول هذا الدواء، أنت تحتاج إليه بجرعة بسيطة، تبدأ بنصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجراما- تتناولها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هنالك دواء مساعد داعم يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى أيضا في السعودية يعرف تجاريا باسم (جنبريد genprid) ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) أريدك أن تتناوله كدواء داعم بجرعة كبسولة واحدة في الصباح لمدة ثلاثين يوما، ثم توقف عن تناوله، واستمر على الزولفت بنفس الكيفية والطريقة التي وصفتها لك.

هذه الأدوية سليمة، وغير إدمانية، وبالفعل سوف تفيدك كثيرا بإذن الله تعالى.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات