ما الفرق بين المرض النفسي والجنون... ولماذا يعتبر مرضاً؟

0 389

السؤال

السلام عليكم

ما الفرق بين المرض النفسي والجنون؟ ولماذا يعتبر مرضا؟ وما هي الأمراض النفسية؟ وما هي قائمتها وأنواعها كلها كالاكتئاب والفصام؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: سؤالك هذا قد كتبت فيه كتب ومجلدات، وقطعا تشوقك للمعرفة لهو أمر جميل، سوف أوضح لك باختصار بعض ما سألت عنه.

الفرق بين المرض النفسي والجنون، ولماذا يعتبر مرضا؟
الجنون - أيها الفاضل الكريم – يعني الستر أو الشيء الذي لا يظهر (جن الليل)، ويشار إلى لوثة العقل، أي أن العقل أصبح مستترا، ولا يقوم بدوره، وقطعا هذه الكلمة سببت وصمات اجتماعية كبيرة، وأسيئ استخدامها.

بصفة عامة: المريض بالجنون يكون غير مستبصر وغير مرتبط بواقعه، وحكمه على الأمور غير سليم، وتبدر منه سلوكيات غير مقبولة اجتماعيا، وقد يعاني من هلوسة ومن أفكار شاذة جدا وتصرفات غير مقبولة، وكثيرا ما يكون عائشا في عالمه.

مرضى الفصام – خاصة الفصام الشديد – هم الذين يعانون من مثل هذه الحالات، كما أن هنالك بعض حالات الهوس قد يطلق عليها الجنون، خاصة ما يسمى (جنون العظمة).

إذا هي أمراض عقلية باختصار، لكن أريد أن أنبه لأمر مهم جدا، وهو أن الإنسان مهما أصيب بمرض ذهاني أو عقلي أو حتى الجنون لا يفقد كل ملكاته العقلية، حتى الذي تجده واقفا في الشارع وعليه ملابس رثة ويتكلم وحده، حين يجوع يأكل، ويذهب ويقضي حاجته، وإذا سلمت عليه ربما يرد عليك السلام، ولا يعرض نفسه لخطورة السيارات، وهكذا، إذا الملكات الإنسانية لا تفقد كلها.

المرض النفسي – أيها الفاضل الكريم – هي حالات مثل الاكتئاب، القلق النفسي، المخاوف، الوساوس، وما شاكلها، وفي هذه الحالة يكون المريض مقتنعا ومدركا أنه مريض، لكن في حالات الجنون نسبة لافتقاد البصيرة لا يعترف صاحبها بأنه مجنون.

أما الأمراض النفسية فصاحبها يعرف أن هنالك علة تراوده، وقد يسعى ويذهب من أجل علاجها، وفي ذات الوقت تكمن تصرفاته في حدود ما هو مقبول اجتماعيا، ولها تشخيصات كثيرة جدا.

ما هي الأمراض النفسية: أظننا قد أجبنا عن هذا السؤال جزئيا.

قائمتها وأنواعها تجدها في التشخيص العالمي للأمراض النفسية رقم (10)، أو ما يسمى بـ (ICG) هذه هي القائمة المعتمدة عالميا، وسوف تجدها على الإنترنت إن كنت تريد المزيد من التفاصيل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات