السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر 30 سنة، وأرغب بالزواج من فتاة تبلغ من العمر 25 سنة, ولكن أهلي يرفضون الفتاة بحجة أن طولها غير مناسب لي، حيث إن طولي 180سم، وهي طولها 150 سم, والفتاة صاحبة خلق ودين، ومحافظة وملتزمة بالصلاة والحجاب، وأنا أرغب بالزواج منها, ولا أريد أن أغضب الوالدين, أفيدوني -جزاكم الله خيرا-.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة طيبة تكون عونا لك على طاعته ورضاه، كما نسأله تبارك وتعالى أن يعينك على بر والديك والإحسان إليهما، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – فإنه مما لا شك فيه أن اختيار الزوجة هذا من حق الشاب، أو من حق الابن، والأسرة دورها استشاري، وليس دورها أساسي في هذا الأمر، إلا أن الأسرة لو أصرت على شيء، ففي تلك الحال نجد أن الشرع يميل إلى إكرام الوالدين لما لهما عليك من حق عظيم بعد الله تعالى، خاصة إذا لم يكونا متعنتين.
وأنا أرى حقيقة بأن وجهة نظر والديك قد تكون صوابا؛ لأن المرأة قصيرة قصرا شديدا، وأنت طويل – ما شاء الله تبارك الله – وهم لا يريدون لك هذا الشذوذ، وإنما يريدان لك حياة طبيعية، حتى وإن كنت ترغب فيها، وإن كنت تميل إليها، إلا أني أرى أنك لو تركت ذلك لله تبارك وتعالى؛ فإن الله تبارك وتعالى سيكرمك بأفضل منها ببر والديك، خاصة أنك لم تتقدم إليها بعد، وهي ليست لك زوجة؛ لأنك تعلم أن الأمر فيه كلام، فلعلك سمعت بقصة أمير المؤمنين عمر – رضي الله تعالى عنه – عندما طلب من ولده أن يطلق امرأته، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم – يخبره بذلك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: – (طلقها) وفي رواية قال: (أطع أباك)، أو قال: (أطع أباك، وطلقها).
مما لا شك فيه أن والديك ليسا كعمر – رضي الله تعالى عنه – وأنت لست كعبد الله بن عمر، ولكن هذا يستفاد منه تعظيم شأن الوالدين، وأنت إلى الآن لم ترتبط بها ارتباطا شرعيا، الكلام قد يكون فيه أخذ ورد لو أنها زوجة لك وطلب منك والدك أو والدتك أن تطلقها، أقول في هذه الحالة (في هذا نظر)، أما الآن ما دمت لم ترتبط بها فقل: (يا رب إني تركتها رغم أني أعلم أنها صالحة ومناسبة، ولكني تركتها برا لوالدي طاعة لك؛ لأنك أمرتني ببر والدي وطاعتهما والإحسان إليهما، وأنا أتركها رغم قناعتي بها ورغم أمنيتي أن تكون زوجة لي، إلا أني تركتها برا بوالدي، فعوضني خيرا منها).
فأغلق هذا الباب - بارك الله فيك – ولا تبدأ حياتك بمخالفة والديك؛ لأن هذا مما يحزنهما، وقد لا توفق لا في هذه ولا في غيرها، وأسأل الله لك كل خير، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.