السؤال
السلام عليكم
أتقدم كثيرا لوظائف لكن لا أحد يقبلني، علما أني أكون بالمقابلة شخصية ممتازة، ويعجبون بي, هل أنا مصاب بالعين أو الحسد أم ماذا؟ علما أني منذ سنتين لا أعمل، وقد أصابتني حالة نفسية سيئة جدا.
السلام عليكم
أتقدم كثيرا لوظائف لكن لا أحد يقبلني، علما أني أكون بالمقابلة شخصية ممتازة، ويعجبون بي, هل أنا مصاب بالعين أو الحسد أم ماذا؟ علما أني منذ سنتين لا أعمل، وقد أصابتني حالة نفسية سيئة جدا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يجعل لك من لدنه وليا ونصيرا، وأن يمن عليك بعمل صالح طيب مبارك حلال تحيى منه حياة كريمة، وتعان فيه على أداء واجبك كمسلم في هذه الحياة.
بخصوص ما ورد برسالتك فأحب أن أبين لك أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (إن الله قدر المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة) ومعنى ذلك أن الله تبارك وتعالى قد رتب كل شيء قبل أن يخلق أي شيء، ومن هذه الأشياء التي قد رتبها الله تبارك وتعالى قضية الأرزاق، لأن المقادير تشمل الأرزاق في كل شيء، فالأولاد أرزاق، والأموال أرزاق، والصحة من الأرزاق، والزوجات من الأرزاق، والأعمار من الأرزاق، فكل شيء مما قدره الله تبارك وتعالى؛ لأن الله عندما خلق القلم قال له: اكتب. قال: وما أكتب؟ قال: (اكتب كل ما هو كائن إلى يوم القيامة) فكل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ عند الله تبارك وتعالى، وعندما أراد الله تبارك وتعالى أن يخلق كل إنسان في وقته الذي حدده الله تبارك وتعالى يرسل ملكا ينفخ الروح في رحم الأم، ويؤمر بكتب أربع كلمات، ومن هذه الكلمات الأربع، يكتب رزق الإنسان وأجله وعمله وشقي أو سعيد.
بارك الله فيك، هذه مسائل جرى بها القلم قديما، إلا أن الله الجليل جل جلاله سبحانه أتاح لنا فرصة تغيير هذا الواقع إذا كان الرزق مضيقا، فأنا أستطيع بالتوجه إلى الله تبارك وتعالى أن أوسعه، شريطة أن يكون ذلك بالوسائل التي شرعها الله تبارك وتعالى كصلة الرحم، كقوله - صلى الله عليه وسلم - : (من سره أن ينسأ له في أجله، ويبارك له في رزقه فليصل رحمه). كذلك أيضا من الأمور التي تغير مقادير الأرزاق بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (لا يرد القضاء إلا الدعاء) وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء) إلى غير ذلك، كذلك أيضا بالاستغفار، لقوله تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}. إلى غير ذلك.
نحن أمامنا فرصة لتغيير هذا الواقع كما أذكرت لك آنفا، وفوق ذلك أيضا قد تكن هناك عوامل بشرية أيضا وقعت بقدر الله تعالى، وذلك كالحسد، وكالعين، وكالسحر، فهذه أمور فعلا تلعب دورا في حياة الإنسان، سواء كان الإنسان ملتزما أو غير ملتزم، فإنها على قدر قوة هذه الأشياء يحدث التغيير في حياة المسلم، وذلك أيضا بقدر الله تبارك وتعالى، يعني ليس خارجا عن إرادة الله عز وجل.
لذلك علينا في هذه الحالة أن نبحث عن الوسائل التي بها ندفع هذا البلاء، ومن هذه الوسائل الرقية الشرعية، ولذلك فلا مانع من أن تبحث عن راق شرعي يقوم برقيتك، لاحتمال أن يكون هناك أحد فعلا اعتدى عليك في هذا الجانب، مما ترتب عليه تعطيل مصلحتك خلال هاتين السنتين السابقتين، فعليك بالرقية الشرعية، إضافة إلى الدعاء والإلحاح على الله تعالى، وصلة الرحم، والاستغفار، لأن هذه كلها عوامل تدفع في اتجاه واحد.
الرقية الشرعية يقينا إذا لم تنفعك فلن تضرك في شيء - بإذن الله تعالى – تستطيع أن تقوم برقية نفسك إذا كانت لديك القدرة على ذلك، إذا لم تتمكن من ذلك فبمقدورك أن تستعين بأحد الرقاة الثقات، وبإذن الله تعالى ستحل مشكلتك في القريب العاجل، وإذا كانت والدتك أو والدك موجودا فاطلب منهما الدعاء لك، لأن دعاء الوالدين للولد لا يرد.
أيضا قد يحرم العبد الرزق الذي قدره الله له بسبب ذنوبه، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)، وقد قال الله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب} وقال: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا}.
هذا وبالله التوفيق والسداد.