تقدم لخطبتي شاب مناسب غير أنه لن يوفر لي مسكنا مستقلا، فهل أقبل به؟

0 221

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر (25) سنة, تقدم لخطبتي رجل ارتحت له بشكل كبير جدا, وضعت شروطا عديدة، ومن ضمن شروطي هو حصولي على سكن مستقل, وافق الخاطب على كل ما تم طلبه، باستثناء طلب السكن المستقل، بحجة إمكانياته المادية الضعيفة، أعيش حيرة كبيرة، هل أقبله زوجا، أم أرفضه؟ فنحن نستمع إلى المشاكل الكبيرة التي تحصل مع أهل الزوج، فكيف سيكون الوضع لو أنني عشت معهم في البيت نفسه، أريد الزواج، فالعمر يمضي، وأنا في أمس الحاجة إلى شخص يحتويني ويهتم بي.

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Manal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - ابنتنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ويحقق لك السعادة والاستقرار، وأن يسعدك مع من تقدم إليك، وأن يحشرنا جميعا في زمرة الأبرار، مع رسولنا المختار.

أرجو أن لا تترددي في القبول بمن ارتحت إليه، ولا تتمسكي بشرط البيت المستقل، لأن المهم هو وجود بيت تجدين فيه الخصوصية، واحرصي على حسن التعامل مع أهله، وتجنبي الاستماع للتجارب الفاشلة، والتهويلات الحاصلة، واعلمي أنك من تحددين طريقة التعامل، واحترامك لأهل زوجك، وتقديرك لهم، سوف يحملهم على المبالغة في إكرامك، والاحتفاء بك، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.

فاطردي عن نفسك الوسائل، وتفاءلي بالخير تجديه، وتجنبي الإلحاح على بيت مستقل طالما كانت ظروفه صعبة، واعلمي أن الشيطان يوصل الرسالة إلى أهله، وربما فهموا منها أنك متكبرة وشرسة، وأنك تفكرين في عزل ابنهم منهم وووو، ولا عجب فهم الشيطان هو أن يشعل نيران العداوات.

ولا يخفى على أمثالك أن الارتياح والانشراح الذي حصل يعد مؤشرا جيدا، فالأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، فلا تضيعي الفرصة، وشاوري من حضرك من محارمك، واستخيري ربنا وربك، والاستخارة طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولن تندم من تستخير، وتستشير، وترضى بما يقدره القدير.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وإليك قول الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعطف قلوبهم فطالما استعطف الإحسان إنسانا

ونتمنى أن تعيني زوجك على بر أهله، واعتبري والدته أما، وشقيقاته أخوات، وقدمي الخير، وافعلي الحسنات.

سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يوفقك، ويبارك لك وعليك، وأن يجمع بينكما على الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات