السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أنا فتاة في السابعة عشرة من عمري بمستوى الباكالوريا، أعاني من قلة الثقة بالنفس وانخفاض مستوى تقديري لذاتي، كما أنني لا أملك الشجاعة للدفاع عن نفسي، أو حتى إجابة من يكلمني بطريقة عادية، عندما أحس أنني محط أنظار الآخرين -و هو شيء أتوهمه كثيرا- يحد ذلك من حريتي الشخصية، ويجعلني أفضل أن أبقى وحيدة على أن أخالط الناس.
أحيانا عندما أهم أن أفعل شيئا جيدا أتوهم أني لا أفعل هذا إلا إرضاء لأشخاص معينين (من لهم مكانة لدي أو يؤثرون في) مهما كان ذلك الفعل حقيرا، ورغم عدم تواجدي رفقة أولئك الأشخاص في ذلك الحين.
لاحظت أيضا أنني أتضايق عندما يتفوق علي شخص في شيء ما، ليس لأنني أغار منه (في غالب الأحيان) ولكن لأنني عند ذلك أحتقر نفسي وأؤنبها، وهذا الشيء جعلني أنفر من بعض الناس من حولي، ودفعني هو الآخر إلى تفضيل العزلة.
كما أعاني من الكسل والخمول، وتأجيل الأعمال، حتى أنني عندما أنوي صلاة العشاء أصاب بالفتور، وأغفو في كثير من الأحيان، ثم أضبط المنبه لأستيقظ ولو بعد دقائق معدودة. إضافة إلى عدم تنظيم الوقت، إذ أضيع وقتا ثمينا في لا شيء؛ مما يجعلني أصاب بالقلق خصوصا عند اقتراب موعد الامتحانات التي قلما أكون مستعدة لها كما ينبغي، ومما يزيد الطين بلة مقارنتي لنفسي بالآخرين الذين أجزم -غيبيا- أنهم قد استعدوا على أكمل وجه، فأصاب بالإحباط واليأس.
أريد الإشارة إلى أن أخوي الأصغر مني سنا يعانيان هما اﻵخران من الخجل وضعف الثقة بالنفس، ويحزنني كثيرا أن يمرا بما مررت به نتيجة لهذا، وتقلقني فكرة أنهما قد يفعلا أشياء لا تحمد عقباها بغية إثبات نفسيهما خلال فترة المراهقة.
فماذا يمكنني أن أفعل؛ لأنمي بداخلهما الاعتزاز والثقة بالنفس قبل أن يفوت الأوان؟
أرشدوني أثابكم الله، فإنني أحس أنني أضيع شبابي دون أن أحقق ما لا يتسنى لي تحقيقه في غيره، وأخشى أن أتنازل عن مواقفي بسبب ما أعتبره مرضا (ضعف الثقة بالنفس) يضع سعادتي في مهب الريح.
آسفة على الإطالة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.