ما العلاقة بين ممارسة العادة السرية وانقطاع الدورة الشهرية؟

0 684

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 20 سنة، أصبحت أمارس العادة السرية، وأريد معرفة كيفية التخلص منها، ولقد انقطعت عني الدورة الشهرية لمدة 6 أشهر، فهل هناك علاقة بينهما؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ fatin حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التخلص من العادة السرية ليس بالأمنيات والرغبات، ولكن بالعزيمة الصادقة والتوبة النصوح، وباليقين بأن هذا الأمر طريق نهايته سيئة، ولا تنطفئ الشهوة بالشهوة، ولكن تزيدها توهجا وسعارا، ومن المؤكد أن الإنفراد بالنفس في الغرفة لفترات طويلة، ومشاهدة المقاطع الإباحية والأفلام الجنسية، فيه ما يثير الشهوة، وما يتبع ذلك من ممارسة العادة السرية، وما يتبع ذلك من إنطفاء نور القلب وضعف الإيمان، واستصغار الذنوب، وترك الخشية، وزيادة الغفلة، ولكن ليس للعادة السرية علاقة بتقديم موعد الدورة الشهرية أو تأخيرها.

ثم عافاك الله -يا-ابنتي- وثبتك على طريق الحق، فإن العادة السرية القبيحة تؤدي إلى اضطراب في الشخصية، وحالة من فقدان الثقة بالنفس، والإنطواء والخوف المجتمعي، وعدم القدرة على مواجهة الآخرين في حوارات، أو في نقاشات، لأن المشغول بالعادة السرية عادة لا يقرأ كثيرا ولا حتى قليلا، ووقته مشغول، وفكره مرتبط بهذه العادة، وممارسة العادة السرية ناتجة من الفراغ والشعور بالوحدة، والتعرض للمثيرات الجنسية، أو التعرض للاستثارة الزائدة، أو وجود مشكلة عاطفية.

لذلك من بين الأمور التي تساعد على التخلص من هذه العادة السيئة، هي الاعتراف بالخطأ والندم الشديد على ذلك، والرغبة الشديدة في التخلص منها، ثم شغل الوقت بالقراءة والصلاة والدعاء والذكر، والخروج في نزهة بريئة مع الأسرة، وعدم الجلوس منفردة في الغرفة، وترك مواقع النت والأفلام التي تثير الشهوة، والالتفات إلى الدراسة والثقافة العامة، وللتخلص من تلك العادة أيضا البعد عن شرب المنبهات كالقهوة والشاي؛ التي تؤدي إلى الأرق ليلا، وعدم النوم، مع تجنب مشاهدة المسلسلات الغرامية، أو الكتب الفاسدة والصور والأفلام، أي تجنب كل ما يثير الشهوة، مع ممارسة الرياضة خصوصا المشي.

والإحساس بالغبن يوم القيامة هو بسبب الندم على ما فات من الوقت، وما أهدر من الصحة، كما قال المعصوم -صلى الله عليه وسلم-:" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة و الفراغ"، إذن نشغل وقتنا بالقراءة دينا ودنيا، حتى نستثمر الوقت فيما يفيد لبناء الشخصية، والمعرفة التي تزيد الثقة بالنفس، والبعد عن الوحدة والإنفراد بالنفس وأصدقاء السوء، الذين لا يتكلمون إلا في مواضيع الجنس وما حولها.

وعدم نزول الدورة الشهرية مرتبط بالوزن الزائد الذي يساعد على حدوث التكيس، وهو حالة لا تستطيع فيها البويضات الخروج من تحت جدار المبايض السميكة وتظل متحوصلة داخل المبايض، وهذا يؤدي إلى تكيسها، وبالتالي يحدث خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية، وهذا يؤدي إلى إرتفاع هرمون الذكورة، وهو السبب في ظهور حب الشباب وظهور بعض الشعر في الصدر والبطن والذقن، وارتفاع هرمون الحليب يؤدي كذلك إلى خلل وتأخير في الدورة الشهرية وعدم انتظامها.

وبالتالي يجب العمل على إنقاص الوزن في الشهور القادمة، وهو كما قلنا العنصر الأساسي في العلاج من خلال الحمية الغذائية، ومن خلال المشي والرياضة، مع استخدام أقراص جلوكوفاج 500 مج ثلاث مرات يوميا بعد الغداء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.

ولإعادة تنظيم الدورة وعلاج التكيس، وبالتالي الآثار المترتبة عليه، يمكنك تناول حبوب منع الحمل ياسمين لعدة شهور يوميا قرصا واحدا حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض وجرعتها 10 مج، تؤخذ يوميا من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية، وهذا النظام ليس الغرض منه منع الحمل -لأنك غير متزوجة-، ولكن الغرض منه وقف حالة التكيس وعلاج الأكياس الوظيفية -إن وجدت-، وتنظيم الدورة الشهرية وإعادة بناء بطانة الرحم وتنشيط المبايض.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات اوميجا 3 أيضا يوميا واحدة، مع حبوب Ferose F قرصا واحدا يوميا، وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لتقوية العظام ومنع مرض الهشاشة، مع الغذاء الجيد المتوازن.

وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، لأن ذلك يساعد على علاج التكيس، ومن الأشياء الطبيعية المذكورة في علاج التكيس أعشاب البردقوش، وتشرب مغلية مثل الشاي، ويمكن شربها مرتين يوميا فهي تساعد على التبويض الجيد، وهناك مغلي مطحون الشعير، ويعرف بالتلبينة النبوية، وهو مفيد أيضا لعلاج الإمساك وعسر الهضم وعلاج مشاكل المبايض، وهناك أيضا حليب الصويا، ولكل تلك الأشياء بعض الخصائص الهرمونية التي قد تفيد في علاج التكيس وتحسن التبويض، وبالتالي ضبط الدورة الشهرية.

وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول أضرار هذه العادة السيئة: (18501 - 234028 - 3509- 54712 - 260343 )، وكيفية التخلص منها: (3509 - 260768 )، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312 ).

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات