السؤال
السلام عليكم
تعرفت على فتاة أجنبية غير مسلمة، وأحببتها ومع استعدادها الكامل للدخول في الإسلام، المشكلة هي أنها فقدت عذريتها كما هي العادة عند الأجانب، فهل قاعدة الإسلام يجب ما قبله شاملة لتلك الحالة؟ كما أنني نفسيا عندما أتذكر ذلك أحس بنغزة في قلبي، ولكن المشكلة أني فعلا أحبها، وهي تبادلني نفس الشعور، وقد تغير كل شيء في حياتها من يوم أن عرفتها، أرجو إفادتي دينيا ونفسيا.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يثبتك على الحق، وأن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة عفيفة، تكون عونا لك على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – فإنه مما لا شك فيه أن الإسلام يجب ما قبله، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم – ومثل هذه المرأة كما تعلم قبل أن تفكر في هذا الدين فإنها كانت حياتها لا تعرف حلالا ولا حراما، وإنما كانت حياة أشبه ما تكون بحياة البهائم كما قال الله تبارك وتعالى: {والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم} فهذه الحياة البهيمية هي شأن الحياة الأوروبية على وجه الخصوص، وشأن حياة الكفار في كل زمان ومكان، أنها حياة تخلو من القواعد والضوابط، وإلى حد كبير – خاصة ما يعرف بموضوع الحرية الجنسية – يرون أن هذه التصرفات تصرفات عادية جدا، ولذلك هي لم تكن مرتكبة لإثم من وجهة نظرها في أيامها الأولى، ولعلها ما زالت بما أنها ليست مسلمة.
وأنت ترغب الآن في الارتباط بها، فأقول لك: فيما يتعلق بمغفرة ذنبها، فإن الإسلام قطعا - بإذن الله تعالى – سيكرمها الله تبارك وتعالى بسببه في مغفرة ذنوبها السابقة كلها، سواء أكان هذا أو غيره من الذنوب والمعاصي؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم – بين ذلك، وأخبر الله تبارك وتعالى: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف}.
أما كونك أنك تشعر بنغزة في قلبك وأنك غير مستريح نفسيا لهذا الوضع، فهذا الأمر يرجع إليك، ولذلك أنت في حاجة أن تراعي هذا الجانب في نفسك؛ لأن احتمال هذا الجانب لا تستطيع التغلب عليه باعتبار أنك رجل أصلك عربي، والعرب بطبيعتهم من الفطرة التي فطرهم الله عليها الغيرة، وقد تدخل الأخت في الإسلام وتكون حسنة الإسلام، ولكن يبقى هذا الهاجس في نفسك دائما أبدا.
إلا إنه من الممكن حقيقة أن يعينك الله على نسيانه مع الأيام، خاصة إذا وجدت فيها المعاملة الحسنة وغير ذلك، فهناك أناس لا يتحملون هذا الأمر ولا يقبلونه، رغم أن هذا في الغرب كما تعلم شيء شائع جدا وعادي، وهذه المسائل تسمى بالثقافة الجنسية، يدرسونها تدريسا في المدارس منذ نعومة أظفار الأطفال، فهم لا يرون في ذلك أي غضاضة، بل يعتبرون التي لا تفعل ذلك مقعدة نفسيا تحتاج إلى الجلوس مع أخصائي نفساني لمعرفة السبب والدافع الذي منعها من ممارسة هذا الأمر إلى هذا الوقت.
فالأمر يرجع إليك نفسيا، فإن كنت تتحمل ذلك فأرى أن تتوكل على الله، وساعدها في الدخول في الإسلام، وستكون في ميزان حسناتك يقينا، وإن كنت ترى أنك لا تطيق ذلك فمن الممكن أن تعتذر لها، وأن تقول لها: قضية الدين هذه قضية ترجع إليك؛ لأن نجاتك من عذاب الله تبارك وتعالى متوقف على دخولك في هذا الدين، أما أنا فأنا رجل طبيعتي لا تسمح لي حقيقة بأن أرتبط بك؛ لأننا كعرب لدينا مسألة نفسية، وأنا لا أريد أن أتزوجك ثم بعد ذلك أسيئ معاملتك، وقد أفتنك عن دينك.
فإذا – أخي الكريم أحمد – انظر في نفسك، إن كنت قادرا على قبولها على هذا الوضع مع عدم تنغيص حياتك في المستقبل فأرى أن تتوكل على الله، وإن كنت تشعر بأنك لن تستطيع أن تتجاوز فاعتذر لها من الآن، وبين لها أن دخولها في الدين إنما هو من مصلحتها، وحاول أن تجتهد في إقناعها بالإسلام، عسى الله تبارك وتعالى أن يوفقها لقبوله والإيمان به، فتنجو بذلك من عذاب النار، لتكون في ميزان حسناتك، ولأن يهدي بك رجلا واحدا - أو امرأة - خير لك من الدنيا وما فيها، أو خير لك من حمر النعم.
هذا وبالله التوفيق.