السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة في 24 من عمري، ومقبلة على الزواج، ولكن الخوف يكاد يقتلني، وأنا مرعوبة من خوف فقداني لعذريتي، حيث إنني تعرضت عندما كنت صغيرة في السن 5 أو 6 سنوات لمحاولة اغتصاب، أنا لا أذكر هل تم إيلاج؟ ولا أذكر أنني أحسست بألم، أو بشيء يخترقني، لكن صور المداعبات الخارجية لا زلت في ذاكرتي، مع أنني لم أكن أفهم شيئا.
أنا متخوفة من ذهابي للطبيبة وأنا أصدم، كما أنني خائفة من نزول الدم مني، وعدم ملاحظة أمي لذلك.
أرجوكم ساعدوني، فهذا الأمر أنساني النوم أرجوكم، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ nana حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يؤسفني - يا ابنتي - معرفة ما حدث لك في الطفولة من تحرش، أو اعتداء, ونسأل الله عز وجل أن يخلص مجتمعاتنا من هذه الأوبئة الدخيلة عليه, وأن يحمي أبناءنا وبناتنا من هذه الفتن.
وأتفهم خوفك وقلقك الآن, خاصة وأنك مقبلة على الزواج, لكني أحب أن أقول لك بأن الغالبية العظمى من حوادث التحرش الجنسي في البنات الصغيرات, تكون على شكل تحرش خارجي فقط؛ لأنه من الصعب جدا, بل من المستحيل أن يتمكن الجاني البالغ من الإيلاج في مهبل الفتاة الصغيرة من دون أن يسبب لها الألم الشديد, وكذلك النزف, وتألم الفتاة وحدوث النزف يعني حتما صراخها وانكشاف الأمر.
وكونك لا تذكرين حدوث ألم، ولا نزول دم, فإن هذا يعني بأن المعتدي قد اكتفى بالاعتداء، أو التحرش بشكل خارجي فقط, ولم يقم بالإيلاج في المهبل, وكونك كنت في سن الخامسة، أو السادسة, فلو أن مثل هذا الأمر قد حدث ( أي الإيلاج في المهبل ) فإنه لن يمر بدون أن تنتبه والدتك له؛ لأنها هي من كان يعتني بك ويغسل ملابسك, وكانت ستلاحظ أي شكوى أو ألم عندك, حتى لو تأخرت في العودة للبيت.
والحقيقة التي أود أن أقولها لك هي أن الأمهات ينتبهن كثيرا لمثل هذا الأمر, ويتحسبن له أكثر من المعتاد, وأكثرهن يتفحصن ملابس بناتهن الصغيرات باستمرار, فالخوف على بكارة البنت, وهاجس العذرية هو طبع متأصل في داخل كل أم، على عكس ما تظنين, ولو كان هنالك أي شيء على ملابسك لما خفي الأمر على والدتك.
إذا- يا ابنتي- إن كل المؤشرات والمعطيات تدل على أن التحرش، أو الاعتداء عليك قد تم بشكل خارجي فقط, لكن خطبتك واقتراب موعد زواجك أعاد إلى ذهنك كل تلك الذكريات الأليمة, وأرى بأن تتجاوزي الماضي ولا تستحضري هذه الذكريات, وأن تتعلمي منها درسا وعبرة, حتى تتمكني من حماية ابنتك مستقبلا من مثل المواقف -بإذن الله تعالى-.
نسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى.