لم أستطع إبعاد ابنتي ذات السبع سنوات عن العادة السرية.. هل من وسيلة ناجحة؟

0 545

السؤال

السلام عليكم.
أشكركم أولا على ما تقدمونه من منفعة وخير للجميع.

باختصار شديد، عندي توأم بنتان، عمرهما 7 سنوات ونصف، واحدة منهن، وهي الأجمل والأذكى بشدة، ومتحدثة ومحبوبة جدا من الجميع، أما ( أختها فخجولة جدا، وعكسها في كل شيء حتى في الذكاء).

ابنتي ( المتكلمة والمحبوبة والذكية) تمارس العادة السرية منذ سنتين تقريبا، وبختها وفعلت معها جميع المحاولات، التحاور، والقصص والهدوء، والعصبية، والخصام، وكل شيء، علما أنها لم تتعرض للتحرش على حد علمي، ولم تعاني من التهابات، أو شاهدت أفلاما، ولا يوجد أي مشاكل أسرية، -والحمد لله-، أنا أهتم بأولادي كلهم الثلاثة ( عندي ولد 13 سنة)،
تعبت كثيرا من هذا الموضوع.

علما بأن أختها كانت مثلها واستجابت لكلامي، وخافت من الكلام الذي قلته في الماضي من عدم الزواج، وغضب الله، لكن الأخرى لم تستجب، وكذلك تتبول على نفسها تقريبا يوما بعد يوم؛ لأنها أيضا تشرب ماء بكثرة، ليست انطوائية أبدا، وتعاني من فرط نشاطها مثلها مثل أختها وأخوها، وتحب اللعب والمرح.

احترت كثيرا، وأرجو أن لا تقولوا لي تحاوري معها، وراقبيها؛ لأني تعبت، علما أنها لا تفعل ذلك إلا قبيل نومها، وسألتها اليوم بعد مدة طويلة لم أسألها من قبل، فقالت: لا أفعل، وعندما قلت لها إني رأيتك، قالت لي بعد نهري لها، والرغبة في معرفة السبب: إن هذا الشيء يريحها.

أرجو منكم حلا؛ لأني تعبت من التحاور بهدوء، وبعصبية، والصداقة معها، والمراقبة صعبة جدا، لا أستطيع أن أترك نومي لأراقبها.

لكم جزيل الشكر والعرفان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ donia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا، بالرغم من صعوبة الأمر.

يكثر مثل هذا السلوك عند الأطفال، ذكورا وإناثا، في مثل هذه السن أو أصغر عندما تبدأ الطفلة بالتعرف على أعضاء جسدها، وخاصة المناطق الحساسة، ويكبر غالبية الأطفال ويتجاوزون هذه المرحلة من دون قلق، أو عواقب سلبية، وخاصة إن أحسن الأهل التصرف فلم يجعلوا من الأمر مشكلة ثانية.

نعم يمكن أن يكون حل المشكلة صعب بعض الشيء، ويشعر معه الأهل بالإحباط والقلق.

أنصحكم بأن لا تعطوا هذه الابنة الانتباه الشديد عندما تقوم بمثل هذا السلوك، وإنما حاولوا في حالات اليقظة صرف اهتمام البنت عن الأمر بطريقة غير مباشرة، كأن تتحدثي معها في موضوع آخر، أو تقومي معها بعمل آخر يصرف انتباهها، وإذا لاحظت أن الطفلة تقوم بهذا السلوك أثناء النهار، فقولي لها وبكل هدوء: "هيا يا حبيبتي تعالي وساعديني في عمل كذا وكذا"، بالطبع كثير من السلوكيات كالعصبية، والخصام، ورفع الصوت،... كل هذه السلوكيات من شأنها أن تعزز هذا السلوك مما يجعله يتكرر.

وبالعكس حاولي أيضا أن تعطي ابنتك الانتباه الكثير عندما تتصرف بالطريقة السليمة المطلوبة.

وأما في حالة النوم، ونعم يمكن للطفل النائم أن يقوم ببعض الحركات كالتي تشبع حركات العادة السرية وغيرها وهي في حالة نوم عميق، ولا أنصح هنا بإيقاظ الطفلة، وإنما مجرد تحريكها بهدوء ومن دون قطع النوم عليها.

ولا شك أن الطفلة لا تعي طبعا الجانب الجنسي في هذا السلوك، وإنما وبمحض الصدفة اكتشفت "اللذة" وراء مثل هذا الاحتكاك بالمنطقة الحساسة من جسمها، وهذا شيء طبيعي تماما حيث إن هذه المنطقة من الجسم غنية بالألياف العصبية التي إن حركتها الطفلة فإنها تشعر "باللذة" ومن دون البعد الجنسي الذي نعرفه نحن الكبار.

وهذه المرحلة طبعا هي المرحلة المناسبة لتعليم ابنتيكما المهارات الاجتماعية المطلوبة مثل موضوع خصوصية بعض السلوكيات، وما هو مقبول أو غير مقبول اجتماعيا.

واطمئنوا أن هذا ليس مدخلا للانحراف السلوكي، أو ما شابه ذلك، واطمئنوا بأن الفتاة ستنمو وتتجاوز هذه المرحلة، ومن دون عقبات أو عواقب -إن شاء الله-.

حفظ الله طفلتكم، وسلمها من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات