السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أستفسر منكم، لدي ابنة عمرها سنة ونصف، وعند إحضار أية لعبة لها لابد من معرفة كيفية عملها، أي لابد أن تفك البطاريات وتعرف كيف تعمل، أو مثلا إذا كانت تحرك يدها اللعبة لابد من معرفة كيف (باختصار يجب تخريب اللعبة) فأريد أن أعرف هل هذا الوضع طبيعي عند كل الأطفال أم لا؟ وهل كما سمعت هذا دليل على ذكاء الطفل، علما أنني أعرف كثيرا من الأطفال لا يقومون بمثل هذا العمل.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله لك في ابنتك وأنبتها نباتا حسنا.
يجب أن تعلمي أن الأطفال الموهوبين هم منارات المجتمع وثروته وطاقته، وبفضلهم خطت البشرية من ديجور الظلمات إلى النور الساطع، والعبقرية والذكاء ليسا مرتبطين بسن معين، ولكن هذه هبة الله للإنسان، وحسب كلامك فإن ابنتك إن شاء الله تعالى لديها سمة الإبداع والذكاء، وليس كما قلت (التخريب) لأن الطفل في هذه السن لا يميز بين الحسن والقبيح وبين الضار والنافع، ولهذا فقد بذل علماء النفس والتربية قدرا كبيرا من الاهتمام لدراسة التفكير الابتكاري والإبداعي للأطفال، ولهذا فلابد من تهيئة الجو المناسب لابنتك من أجل اكتشاف مواهبها وقدراتها أكثر، وأقصد بالجو هو النفسي والبيئي والاجتماعي.
أريد هنا أن أذكرك أختي الفاضلة أن هناك أساليب خاطئة تمارس داخل الأسرة لتحد من ذكاء الطفل وابتكاراته، مثل: التسلط، الحماية الزائدة، إثارة الألم النفسي، فكل ذلك يؤثر تأثيرا سلبيا على تنمية قدرات الابتكار لدى الأطفال.
وخيال الطفل في هذه السن يتصف بالخصوبة المفرطة، ويرجع ذلك إلى قلة خبراته الحسية بالمقارنة بخبرات من هم أكبر منه سنا، ويكون نموه العقلي سريعا، ويساعد على ذلك نمو إدراكاته الحسية التي تعد أبوابا ومداخل للمعرفة إلى عقله.
أنصحك أختي أن تشجعي ابنتك وتوفري لها الألعاب، وخاصة الألعاب التي تتميز بالفك والتركيب، أو الألعاب التي تحتوي على أصوات كالحيوانات، أو صور مع أصوات وتعطي حيزا واسعا في البيت، وتحاولي أن تراقبيها عن قرب ماذا تفعل دون أن تتدخلي إلا إذا طلبت منك المساعدة، وشجعيها على كل ما تقوم به، وإن شاء الله تعالى ستسعدين بها وسيكون لها مستقبل زاهر إذا وجدت الرعاية والعناية.
وبالله التوفيق.