السلام عليكم

يعرف الفقهاء المذي: بأنه ماء أبيض رقيق يخرج عند اللذة المعتادة -أسموه أبيض وهو شفاف لزج-، وعرفوا مني المرأة أنه أصفر رقيق، وقد يبيض لقوتها، فهل المقصود أن المني إما أصفر لزج أو شفاف لزج مثل المذي؟ أم المقصود أنه يبيض؟ يعني يكون لونه أبيضا مثل اللبن مثل مني الرجال.

الرجاء الإفادة في شكل المني الخاص بالمرأة ولونه وصفته، وكيفية التفريق بينه وبين المذي، والرجاء إجابتي وعدم تحويلي على الفتاوى؛ لأنني أريد أن أعرف حقيقته طبيا، لأن التعريف الفقهي غير واضح، فهم يستخدمون لفظ أبيض لوصف الشفاف، وهذا يلتبس علي.

وجزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم حيرتك -يا ابنتي-، والحقيقة هي أنه لا خلاف بين الدين والعلم في هذا الأمر، لكن هنالك اختلاف في التسميات والتوصيف فقط.

وسأتحدث هنا من الناحية الطبية فأقول لك: إن الإفرازات التي تخرج عند حدوث الإثارة الجنسية في المرأة -وتسمى تجاوزا بالمني-، تخرج من الغدد المحيطة بفتحة الفرج، وتسمى: غدتي بارثولين، وهذه الإفرازات هي دائما بلون أبيض -وليس شفافا أو أصفر-، وهي لزجة أو دبقة، وبكمية قليلة تعادل القطرة أو القطرتين فقط، وتتوضع على مدخل الفرج، وتهدف إلى ترطيب فتحة المهبل من الخارج, ليسهل حدوث الجماع؛ لذلك فإن خروجها يتزامن دوما مع الإثارة الجنسية.

أما ما تشاهده الفتاة أو السيدة من إفرازات شفافة، أو صفراء، أو إفرازات بيضاء -لكن خارج وقت الإثارة-، فإن مصدرها غدد الرحم وعنق الرحم وجدران المهبل، واختلاف طبيعة ولون هذه الإفرازات سببه هو حدوث تغيير في مستوى هرمونات المبيض، وهدف تلك الإفرازات هو تحضير الرحم، وعنق الرحم لحدوث الحمل، وحماية الجهاز التناسلي من حدوث الالتهابات.

والإفرازات غالبا ما تختلط ببعضها البعض، فلا تعود الفتاة أو المرأة قادرة على التمييز بينها، لا من ناحية الشكل ولا من ناحية اللون, لذلك نصيحتي لك ولبناتي وأخواتي السائلات: هي عدم التدقيق كثيرا في مثل هذه التفاصيل؛ لأن التدقيق فيها قد لا يوصل إلى نتيجة, بل الأفضل الاعتماد على أمور واضحة ومباشرة، فالفتاة أو المرأة التي تلاحظ نزول الإفرازات بعد حدوث الإثارة الجنسية، لأي سبب كان -والمرأة قادرة على تمييز هذا الأمر-، يجب أن تعتبر ما شاهدته على أنه إفرازات الشهوة، أما ما تشاهده في الأحوال العادية, وينزل باستمرار طوال أيام الشهر، فهو إفرازات طبيعية.

نسأل الله -عز وجل- أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.