أمي عندها خوف وهلع وأوهام... حتى أثناء النوم

0 259

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في جهودكم، وجزاكم كل خير، د/ محمد عبد العليم، تحية طيبة.

أطرح عليك مشكلتي، وهي كالتالي: أمي تعاني من خوف وهلع أثناء النوم، وأوهام وأحلام مزعجة، وأي حدث أو صوت يفزعها، وتنتابها نوبات خوف وهلع عندما يطرق الباب أوالتلفون في وقت غير متوقع فيه الاتصال أو الزيارة، وتظن أنه أمر سيء قد حدث، وتكره أن يخرج أولادها من البيت؛ لكي لا يحدث لهم مكروه مع كبر سنهم، وهم موظفون، ومنهم من يدرس.

عند سؤالها؛ تقول: لا أريد أن يذهب أحد منكم؛ لكي لا يحصل لكم مكروه، وتتوهم أن أحدا من أفراد عائلتها يريد أن يضرها ويضر عائلتها، وتأتيها هذه الأوهام والوسواس حتى أثناء النوم في الحلم؛ فتقوم من النوم فزعة، وتشعر بأن قلبها يريد أن يخرج من مكانه من شدة الخوف.

علما أن قريبها طيب القلب وحنون عليها، وهو من محارمها، ودائم السؤال عنها، وعندها هلع غريب عند سماع أي صوت -والمكان هادئ- يفزعها، وهي دائمة التفكير، وشاردة الذهن، علما أن والدتي لديها مرض الضغط والسكري.

ولكم مني جزيل الشكر والامتنان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لوالدتك الصحة والعافية، وأشكرك على اهتمامك بأمرها، وهذه أم رؤوم، أم حنون، محبة لأبنائها ومن حولها، وهذه هي الجبلية والغريزية، لكن الأمر لديها أخذ طابع الشفقة المرضية، والتحسس، وما يسمى بالقلق التوقعي الافتراضي، وهذا قطعا أدخلها في كثير من الكدر، وكما تفضلت أصبحت لديها ميول ظنانية حول مقاصد الآخرين، وتتخوف من العين والسحر، وحتى إن كانت حقائق معلومة، لكن أعتقد أن مشاعرها مبالغ فيها.

الاكتئاب النفسي أيضا قد يزيد من هذه المشاعر السلبية –أي مشاعر القلق والهواجس والوساوس والمخاوف والقلق التوقعي– لذا مثل هذه الحالات لا بد أن يعطى المريض فيها مضادات الاكتئاب، خاصة أن والدتك مصابة بمرض الضغط والسكري، ويعرف أن أربعين بالمائة من الذين يعانون من مرض السكري المزمن –على وجه الخصوص– يعانون من الاكتئاب النفسي الخفي وغير المشخص.

فيا أيها الفاضل الكريم: أنا أفضل أن تذهبوا بالفاضلة والدتكم وتقابل الطبيب، طبيب الرعاية الصحية الأولية يمكن أن يصف لها أحد مضادات الاكتئاب السليمة، وأعتقد أن عقار (سبرالكس Cipralex) والذي يعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) سيكون هو الدواء الأنسب والأفضل لحالتها. إذا العلاج الدوائي مهم جدا.

بجانب ذلك: كل ما تحتاجه هو المساندة من قبلكم، وأعرف أنكم تقومون بهذا الواجب، لكن وددت أن أنبه أن ترسلوا دائما رسائل إيجابية تؤكد لها دورها الكبير في الأسرة، وأنها -إن شاء الله تعالى– بخير، وسوف تظل بخير، والجميع على خير وعلى أحسن حال. لكن العلاج الأساسي في حالتها هو العلاج الدوائي.

أما بخصوص الفزع والهلع والأحلام المزعجة فهذا أيضا مرده للقلق الاكتئابي ولا شك في ذلك، والحرص على الأذكار مهم جدا، وتجنب النوم النهاري بقدر المستطاع، وألا تأكل أطعمة دسمة في أثناء الليل، هذا -إن شاء الله تعالى– يخفف كثيرا مما تعاني منه، وقطعا الدواء المضاد للاكتئاب والمحسن للمزاج سوف يقلل كثيرا من الظواهر التي تحدثت عنها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات