أنا وأسرتي في البيت نعيش مأساة التوتر ورفع الأصوات

0 117

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الرائع، والخدمة التي تقدمونها، وإن شاء الله في ميزان حسناتكم.

أنا شاب بعمر 28 سنة، أعزب وأسكن مع عائلتي، وأعاني من وضع نفسي سيء، فأعتبر نفسي إنسانا مزاجيا ومضطرب المزاج، فتارة أكون سعيدا وتارة حزينا!

فيما يبدو أني أعاني من قولون عصبي، فعندما أغضب يتغير حالي من حال إلى حال، فعند الغضب أحاول الهروب من البيت، ولا أصلي بسبب الغضب، وأمي وأخواتي وأخي الأكبر فيما يبدو يعانون من الانفعال السريع، ولا يوجد تفاهم بيننا، ودائما يعلو الصوت في البيت، والمشاكل باستمرار، سواء بيني وبين أمي أو بين أمي وأخواتي أو بين أمي وأختي المطلقة.

حقيقة مللت من هذا الوضع، فدائما أتمنى أن أتزوج حتى أستقل بحياتي للهروب من هذا الوضع القائم، ودون جدوى! أعيش في بؤس شديد ولا يوجد لدي أصدقاء؛ بسبب عزلتي وانطوائي من كثرة مشاكلنا المنزلية.

أريد حلا منكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي ذكرتها تعطي الانطباع بأنك ربما تكون مصابا بشيء من الاكتئاب النفسي، لكن حين دققت في شكواك أقول أنك لا تعاني حقيقة من اكتئاب نفسي حقيقي، الذي تعاني منه هو عدم القدرة على التوائم وعدم القدرة على التكيف مع وضعك الأسري، وربما يكون لديك شيء من عسر المزاج البسيط.

أخي الكريم: أرجو أن تكون إيجابيا مع نفسك، أرجو أن تعبر عن ذاتك، حتى لا تنفعل وتغضب، والتعبير عن الذات وتجنب الكتمان هو أفضل وسائل التفريغ النفسي.

نحن دائما نوصي على أن يكون الإنسان متطورا من الناحية الاجتماعية، وأفضل تطور اجتماعي هو الحرص على صلاة الجماعة في المسجد، وذلك لأنها تجعلك تقابل الصالحين من الناس، الفضلاء من الناس، تحس أنك في أمان وطمأنينة، وأنت أيضا تتواصل تلقائيا مع الناس، بلغتك الجسدية وبلغتك اللفظية في نفس الوقت، وهنا منفعة عظيمة جدا، وذلك بجانب أجر وثواب الصلاة مع الجماعة -بإذن الله تعالى-.

أخي الكريم: تطوير المهارات الاجتماعية أيضا مهم، من حيث أن يطلع الإنسان، يكثر من الاكتساب المعرفي، أن يكون بواجباته الاجتماعية، أن يكون دائما في الصفوف الأولى، هذا -إن شاء الله تعالى- كله يفيدك فائدة كبيرة جدا.

أيها الفاضل الكريم: أقول لك لا تغضب، الصلاة يجب ألا تترك لأنها عماد الدين، ولا عذر لتارك الصلاة أبدا، ولا يمكن للإنسان أن يحل مشكلة بمشكلة أفظع منها، فيا أخي الكريم: لا تهرب من البيت، أنت جزء من الأسرة، ويجب أن تشارك في إسعادها وإسعاد نفسك.

الزواج أمر طيب، لكن لا تقول أنا أريد أن أتزوج حتى أهرب من واقعي، واقعك ليس بالسوء الذي تتصوره، ربما هنالك نوع من سوء التفاهم، لكن أريدك أن تكون عضوا فعالا في أسرتك.

أيها الفاضل الكريم: تناول أحد الأدوية المضادة للقلق سيفيدك، وأن تعاني من القولون العصبي، والقولون العصبي أو العصابي من أحد مسبباتها الرئيسية هو القلق والتوترات الداخلية، وأعتقد أن عقار (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) سيكون مفيدا لك جدا، والجرعة المطلوبة هي خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

يضاف إلى عقار دوجماتيل دواء آخر بسيط جدا، من الأدوية الجيدة لكنه جيد، يعرف تجاريا باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علميا باسم (امبرمين Imipramine) وربما تجده في ليبيا تحت مسميات تجارية أخرى.

هذا الدواء تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما في اليوم، يمكنك أن تتناوله ليلا أو نهارا، تناوله لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك تناول خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات