السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر جهودكم، وشكر الله فضلكم على ما تعملونه من جهد وعمل، وتقديم يد العون لمن يسألكم، وبارك الله في كل من ساهم وعمل في موقع الاستشارات في إسلام ويب.
عمري 21 عاما، ومشكلتي، هي ضعف في شخصيتي، والمخاوف التي تواجهني في حياتي الاجتماعية؛ كزيارة الأقارب وصلة الرحم! حيث إني أخجل من تقبيل رأس أمي وأبي، وأخجل أن أتكلم معهم في أي موضوع يخصني أو يخص إخوتي، ومستيقن تماما أن ما أقوم به هو خطأ فادح.
أحيانا أرفع صوتي على والدي، وأنا في داخلي حسرة كبيرة، وأندم على ما فعلت، ولا أستطيع من شدة الخجل أن أعتذر لأي شخص كان، ويغلبني الخجل من أقرب الناس لي، منهم: أصدقائي المقربون لي جدا، وأهلي، وأقربائي، حتى أني أظن نفسي أخجل حتى من نفسي في كل شيء! أخجل بما أقوم به، ومن شكلي ولبسي وأكلي ورائحتي!
أشعر بالغيرة أو بالتحطم من أي شخص ينجز أي عمل جميل، وأتمنى أن أكون مكانه، وأنا أعرف أني أستطيع، ولدي الثقة التامة بأني أقدر على ما يفعلونه، ولكني لا أفعل ما يفعلونه لسببين، وهما: الخوف والخجل، فهما يمنعاني من أمور كثيرة، ويجعلاني أتردد في اتخاذ قراراتي دائما.
حينما يغلط شخص ما في حقي، وأنا أعرف أنه هو الغلطان، فإني أغلط نفسي؛ لكي لا أتجادل معه؛ لأني أعرف أني لو تجادلت معه، فإنه سيقدر أن يقلب الغلط علي؛ لأني لا أستطيع الكلام بترتيب، أو أني أنسى ما قد حدث لي بالتفصيل.
أذكر أني قبلت في وظيفة عسكرية، ودخلت مقابلة شخصية، كانت سهلة جدا، كل ما فيها هو: ما اسمك؟ وما عاصمة السعودية، وارجع للوراء، تقدم قليلا، اقرأ ما هو مكتوب أمامك، إلا أني ارتبكت، وتعرقت، وزادت دقات قلبي، وأخطأت بالحروف، وطردت من هذه الوظيفة، وضاعت علي.
عمي يسكن قريبا مني، وأراه كل يوم، ولا أستطيع الدخول إليه لأسلم عليه وأصل الرحم منذ أكثر من 4 شهور، ولا أستطيع الكلام مع إخوتي كثيرا، وأنا واثق بأن لدي الأسلوب الذي يجعل جميع الناس يحبونني، وواثق من نفسي وشكلي وما أقدمه من عمل، وأثق بقدراتي الجسدية والعقلية وكل ما أملك، وأحب خدمة الناس ومنفعتهم قبل نفسي، ولكن مشكلتي أن أي شيء أنا واثق منه، فإن الثقة تذهب حينما أواجه موقفا ما، وتضيع مني كل ما أملك من ثقة.
كنت ذكيا في الدراسة في الابتدائية، وتركت المدرسة في المتوسطة؛ بسبب خوفي من المدرسين الذين كانوا يضربونني، إن لم أحضر واجبي المدرسي، وكنت أتغيب، وأدعي المرض؛ لكي لا أحضر المدرسة، حتى فصلت منها، وعدت وكملت في الفترة المسائية، حتى تخرجت من الثانوية، ولم أستطع دخول الجامعة.
نصحني الناس، ولم أسمع لنصائحهم، وأنا أعرف أنها نصائح صحيحة، ولم أستطع علاج نفسي بمواجهة المخاوف، وحاولت علاج نفسي قبل أن أذهب لأي أحد، وأن أغير من نفسي، ولكن بلا جدوى، فلدي مقابلة شخصية في وظيفة، ولا أريد أن تضيع مني.
ذهبت لطبيب نفسي، وقال لي: إنه رهاب اجتماعي بسيط، وصرف لي أدوية، وهي (زيروكاست) و(اندرالين)؛ لتخفيف نبضات القلب والتعرق الارتجاف، ولكن لم يتغير أي شيء، فما زلت أتهرب من أي موقف.
لا أنكر أني تحسنت قليلا، ولكن ليس بالشكل المطلوب، فهل يوجد دواء فعال أستخدمه قبل دخولي للمقابلة الشخصية؛ لأني لا أريد أن أتخوف من شيء، لا داعي للخوف منه.
آسف على الإطالة، فلم أقل بما أحس به كاملا، هذا فقط القليل منه.
أشكركم على قراءة موضوعي، وأتمنى الإجابة عليه.