السؤال
السلام عليكم.
أنا طالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، قسم العلوم السياسية، وأريد أن أصبح مفكرا من المفكرين الإسلاميين في السياسة خصوصا، لأن هذا الفرع أنا أحبه وأتمنى أن يطبق الإسلام الصحيح، وأدافع عن الشبهات التي تحيط بالإسلام، وأتمنى أن أكون مثل أ/محمد العوضي الذي يسكن في الكويت في مثل علمه وحججه وطريقته، وكذلك مثل د/محمد عمارة في الفكر الإسلامي، وكذلك مثل الشيخ عبد الحميد كشك في جراءته وقوة حجته وعدم خوفه من السلطه أو التزلف والخنوع لهم، والخوف من بطشهم، وعلمه بالسياسة، خاصة أنني أحب السياسة ولكن السياسة في الفكر الإسلامي؟ فكيف أحقق ذلك وأعمل شيئا ينفع الإسلام والمسلمين في مجال السياسة.
أرجو الإفادة، وماذا أفعل كي أكون مفكرا إسلاميا معتدلا يعمل نهضة ثقافية إسلامية، ويحارب الفساد والأفكار التي تتعارض مع الشريعة الغراء؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على اهتمامك بالفكر الأسلامي، وأمنيتك أن تكون مفكرا إسلاميا -إن شاء الله تعالى-، ولكن يجب أن تعرف أن كل أمة تحرص على بناء طاقتها البشرية وتنمية مواهبها وطاقاتها وبذلك يتعثر نمو الأمة ويضطرب ويضمر ويضعف أو يتوقف ويتعطل أو ينحسر ويتراجع ويتخلف.
وإذا أردت أن تسلك مسلك الدعاة المفكرين المخلصين لله تعالى، ولم يتأثروا بزخرف الدنيا وزينتها يجب عليك أن تؤثر الحياة الآخرة على الدنيا، فتجعل حياتك الدنيا وفاء بأمانة وعبادة، وعمارة للأرض بالإيمان كما يأمرك الله تعالى، فعليك أن تتبع الخطوات التالية:
- أن تكون نيتك خالصة لوجه الله تعالى مرتبطة بكل قواعد الإيمان والتوحيد بعيدا عن مصالح الأهواء والشهوات.
- توفر الحوافز الإيمانية وأن تلتزم حدود الله، وذلك من خلال التربية والإعداد والبناء.
- الحرص على الوقت وتنظيم الحياة كما أمرنا الإسلام وذلك من خلال الإدارة والنظام والنهج والتخطيط .
- أن تلتزم بالمنهاج الرباني: قرآنا وسنة ولغة عربية مع الحفظ والمراجعة والممارسة، حسب وسعك وطاقتك.
- أن تدرس الواقع وذلك من خلال المنهاج الرباني وفق منهج مبسط ومحدد.
- تحاول أن تدرس فقه الدعوة وتطبيقه في واقع الحياة في البيت، العمل، التجارة، قدر مسؤوليتك الفردية.
- بعض العلوم المساعدة، كالسيرة والتاريخ الإسلامي وغيرها.
ويمكن أن تضع لنفسك منهاجا فرديا موزعا حسب جهدك تضع فيه خطتك اليومية والأسبوعية، وتجعل لكل موضوع يوما محددا فلا يحتاج الالتزام بهذا المنهج أكثر من ساعة يوميا وكل حسب وسعه وطاقته، فإذا صدقت النية وصحت العزيمة واتبع النهج المقرر الذي يسهل الاتباع والتطبيق فبإذن الله ستصل إلى مبتغاك.
وإذا أردت أن تتعاون مع أخ لك في الله على حسن الالتزام تعاونا منهجيا يخضع لخطة ونهج ويوفر التدريب الضروري .
أرجو من الله العلي القدير أن يوفقك إلى ما يحبه ويرضاه، والحقيقة أن هذا الموضوع قد ألفت فيه كتب، ولكن نظرا لضيق الوقت فقد اختصرت لك على بعض التوجيهات، وأنا على استعداد تام إذا أردت أن أفصل لك أكثر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.