السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتاة أبلغ من العمر 22 عاما، طولي 181 سم تقريبا، أشعر بالإحباط والحزن الشديد بسبب طولي، والله يعلم أنني أتألم كثيرا، فعندما أدخل على مواقع لمعرفة الطول الطبيعي أتألم كثيرا، وأشعر أنني لست إنسانة طبيعية، لكنني أسمع من الأشخاص أن طول القامة للفتاة جميل، ولكن ما أراه عكس ذلك، سواء كان في الشارع، أو بما يتناقشون فيه الناس على بعض المواقع، والآن أخشى أن يزداد طولي أكثر من ذلك، لا أعلم ماذا أفعل؟
ورغم أن أطرافي طبيعية، ألا أنني أخشى أن أكون من ضمن الأشخاص المصابين بضخامة الأطراف، فبحثت في بعض المواقع عن هذا المرض فتبين لي أنه لا يأتي للشخص دفعة واحدة بل يأتي على عدة مراحل وسنوات طويلة، فأصبحت خائفة أكثر من السابق.
أريد أن أطمئن على حالتي هل أنا طبيعية؟ أريد أن أثق بنفسي أكثر، أتمنى أن تساعدوني في حل هذه المشكلة.
وجزاكم الله خيرا، والحمد لله على كل حال.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على الكتابة إلينا بهذا السؤال، وما في نفسك.
عندي شعور أنك تعلمين أن الله تعالى قد منحك الكثير من النعم والصفات، والتي ألمحت لبعضها في سؤالك، وأنك تعلمين أن الأمر لا يتوقف عند الطول أو القصر.
كلنا نعلم أن هناك طوال القامة سعداء، وطوال القامة غير سعداء، وهناك قصار القامة سعداء، وقصار القامة غير سعداء، الموضوع ليس موضوع طول أو قصر، وإنما هو في مدى الثقة بالنفس، ومدى ثقة الإنسان بنفسه، ومما لا شك فيه أنك إن شعرت بضعف الثقة بنفسك، فهذا ليس لخلل موجود فيك، وإنما هو نتيجة طبيعية لموقف قد مررت به عندما علق عليك أحد من الناس تعليقا سلبيا مما أثر فيك التأثير الكبير.
والسؤال الآن، هل تتركين حياتك تتدمر بسبب تعليق شخص أو اثنين إذا نظر أحدهم إليك ولم يعجبه طولك، فهل هذه مشكلتك أم مشكلته؟ إنها لا شك مشكلته، وربما يغار منك أن الله تعالى حباك بما لم يعطه، فاتركيه ومشكلته.
وعندي كلام آخر ربما يفيدك، إننا كثيرا ما نعول على رأي الآخرين فينا، وبصراحة عند الناس من الهموم والمشاكل وبحيث هم ليس عندهم وقت يضيعوه في التفكير فينا، إلا أننا ربما نعطي لأنفسنا قدرا كبيرا، وكأن الناس ليس لهم من هم أو شغل إلا نحن، ومن قال هذا؟
اطمئني فطالما قد وصلت إلى عمر 22 عاما ولم تصابي بما يسمى بتضخم الأطراف، وسببه عادة اضطراب في الغدد الصماء، وخاصة الغدة النخامية أسفل الدماغ، وهرمون النمو، فطالما وصلت لهذا العمر، فأنت في أمان منه، ولله الحمد.
التفتي إلى نفسك بالرعاية والاهتمام، وممارسة ما تحبين من هوايات واهتمامات فهذا من شأنه أن يرفع من معنوياتك، ويعينك على بناء ثقتك بنفسك، وبالتالي ستجدين ما كنت تجدينه صعبا، ستجدينه أمرا عاديا، بل ربما نعمة من الله تعالى، وتذكري كم هناك من الناس من يتمنى لو وهبه الله عدة سنتمترات من الطول، وهناك من يقوم بعمليات جراحة ليزيد من طوله ولو بعض ميليمترات.
وفقك الله ويسر لك الخير والفلاح.