الخوف من الموت والاكتئاب دمرا حياتي.. انقذوني

0 307

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 28 عاما، كنت أتعاطى الكبتاجون فترة مراهقتي، وبفضل من الواحد الأحد تركت التعاطي منذ أكثر من خمس سنوات، ولكن ابتليت بالوسواس والقلق الدائم منذ أن تركت الإدمان، صاحبني القلق إلى هذه اللحظة، جعل حياتي تعيسة، صرت أخاف أن أسافر، أحس أنه سيأتيني حادث أو أموت، مع أني -ولله الحمد- ملازم على الصلاة، وذكر الله، دائما أنحبس في المدينة التي أسكن فيها، لا أستطيع أن أذهب إلى بلدي، ولا أتزوج بحكم أن بلدي تبعد عني قرابة الألف كيلو.

أخاف أن أموت، وأخاف أن أتزوج بسبب القلق، والاكتئاب اليومي، صارت حياتي نوما أو عملا، أخاف أن أجلس لوحدي، لازمني الخوف ودمر حياتي.

وزني يزيد كل يوم عن الآخر، صار الضيق ملازما لي يوميا، مللت روتيني هذا منذ أكثر من خمس سنوات، وبدأت في الآونة الأخيرة الوسوسة أكثر وأكثر، مثلا عند سماع القرآن أحس أني أسب في نفسي كلام الله، أو مثلا وقت أداء الفريضة أشعر بشخص في نفسي يتحدث، ويسب الذات الإلهية.

أصبح كل ما يدور حولي وساوس وقلق واكتئاب، وأخيرا وجدت هذا الموقع الجميل، والذي يجعلني على يقين أن فيه ملاذي وعلاجي بعد الله، جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم، وأعانكم على فك كرب المسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أخي الفاضل: الحمد لله الذي هداك لتقلع عن تناول الكابتجون، وهو من أسوأ أنواع الأنفتامينات التي تخل بكيمياء الدماغ، والذي كثيرا مما يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب، وبعض الناس قد يصابون بأمراض الظنانية والشكوك، وهنالك من يأتيه القلق والوساوس.

الحمد لله تعالى الذي أنعم عليك بنعمة التوبة، وأنا أقول لك – يا أخي الكريم -: أنت الآن في بر الأمان والسلام -إن شاء الله تعالى- ما دمت قد ابتعدت عن عالم المخدرات.

ما تعاني منه الآن من قلق ومخاوف ووساوس ربما يكون له صلة بتعاطيك السابق، لكن في ذات الوقت أعتقد أن شخصيتك ربما تكون شخصية رقيقة وحساسة بعض الشيء، مما جعل هذه الأعراض تظهر لديك بالكيفية المزعجة التي تحدثت عنها.

إن شاء الله تعالى الحلول موجودة، وأنا من وجهة نظري أنك في حاجة لعلاج دوائي بسيط، عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) دواء رائع جدا، تضاف له جرعة بسيطة من عقار آخر يعرف تجاريا باسم (زيروكسات CR Seroxat)، ويسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine).

هذان الدواءان -إن شاء الله تعالى- يفيدانك كثيرا، فاذهب وقابل الطبيب النفسي، إن كان هذا ممكنا، ويمكن أن يصف لك الطبيب الدوائين، أو أي دواء آخر مشابه لهما يراه الطبيب مناسبا.

جرعة الدوجماتيل هي كبسولة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم كبسولة صباحا لمدة شهرين أيضا، ثم تتوقف عن تناوله، وقوة الكبسولة خمسون مليجراما.

والدواء الآخر – زيروكسات CR – جرعته هي جرعة صغيرة في حالتك، 12.5 مليجرام فقط، تناولها يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجرام – أي حبة واحدة – تتناولها يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجرام كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

ويا أخي الكريم: أود أن أنصحك بأمر مهم جدا يساعد في استقرارك النفسي، وهو: النوم المبكر، احرص على النوم المبكر، تجنب النوم النهاري، وأكثر من ممارسة الرياضة، الرياضة تؤدي إلى تجديد نشاط كيمياء الدماغ الذي أخل بها الكابتجون، وهذه فائدة عظيمة جدا، وانطلق في الحياة: في مجال العمل، التواصل الاجتماعي، احرص على صلواتك، كن في صحبة الصالحين، كن رجلا متفانيا من أجل أسرتك، هذا يصرف عنك هذه الوساوس وهذا القلق وهذا التوتر -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات