السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 24 سنة، أعاني من مرض الوسواس القهري منذ 9 سنوات، أصبحت كالمجنونة، أقدم على فعل أشياء ثم أندم عليها، وأعاني من برودة شديدة في الأطراف.
لقد تربيت في كنف عائلة مسلمة، ومحافظة على تعاليم دينها وأخلاقها، تفوقت في دراستي، وكنت أنال أعلى المراتب إلى أن حصلت على شهادة جامعية عالية، لكي يفتخر بي والدي الذي سخر لنا ماله وحنانه، ولم يحرمنا من شيء، بالرغم من راتبه المتواضع، -والحمد لله- عشنا حياة يسودها التفاهم والتشاور، مما خلق لنا بعض العداوات مع أقارب والدي، كالغيرة والحسد، حتى أنهم كانوا يطلقون علينا إشاعات تمس شرفنا، ومع ذلك كنا نبادلهم بالاحترام.
ابتلانا الله بمرض والدي الذي ألزمه دخول المستشفى، رغم أنه كان يرفض الذهاب للمستشفى، وفي أول ليلة له أخذه أعمامي، ووعدوه بأنهم لن يتركوه وسيعتنون به، فأصررت على الذهاب معهم ولم أتركه لوحده، لأنني شعرت بأنهم سيتخلون عنه، وفي الليل كانوا ينظرون إلى بعضهم البعض من يبيت معه، ونظرت إلى عمي الأكبر الذي كان يلمح لهم بحركات معينة لكي يذهبوا إلى بيوتهم ويتركوه وحيدا في المستشفى، من هنا أدركت أن إحساسي كان في محله، وعزمت على المبيت معه والاعتناء به، وبالرغم من أن قوانين المستشفى تمنع مبيت الإناث في قسم الرجال.
بعد خروجه من المستشفى، كان خالي هو الذي يأخذه لإجراء الفحوصات اللازمة بدون تذمر، ولم أتصل بأعمامي حرصا على صحته حتى يسترد عافيته، -رغم أنه كان يشعر بقرب وفاته-، لأنهم كانوا يقحمونه في مشاكلهم، ويتذمرون لأتفه الأسباب، ويسبون الناس في الطريق، ويطمعون في ماله الذي هو مصدر دخلنا الوحيد.
لكن المشكلة بدأت عندما كان أعمامي يأتون لزيارة والدي ويجدونه بالمستشفى، وكانوا يغضبون من وجود خالي معه، وكانوا يقولون: لم لم يتصل بنا نحن؟ فلنتركه مع صهره فلا حاجة له بنا، بعدها غضب أبي وبكى لأنهم لم يسألوا عنه، فطلب مني ذات يوم أن أتصل بهم، فرفضت لأنني كنت أتذكر نظراتهم بالمستشفى، ولم أكن قادرة على إخباره خوفا من الفتنة، وكنت أريده أن يكمل علاجه بعيدا عن المشاكل، (و يا ليتني اتصلت بهم)، فقد توفي والدي، وقاطعنا الأقارب، ولم يعد أحد منهم يسأل عن أحوالنا.
والآن أعيش مع الذنب والحزن والندم لما فعلت، وأخاف أن يحاسبني الله تعالى بذنوبهم، مع أنني دعوت الله كثيرا أن تتصافى القلوب، ويزول الحقد، ولكن وفاة أبي سبقت ذلك، فقدت الرغبة في العمل، وفي الزواج، وفي كل شيء خوفا من أن أفسد حياة الآخرين، أعلم أن الله رؤوف رحيم، ولكنني لا أستطيع أن أغفر لنفسي، وأحتاج لنصحكم.