السؤال
السلام عليكم.
أعاني من خوف وقلق وعدم الرضا عن الذات، وخجل شديد، وعزلة عن الناس، ليس لدي أصدقاء مقربين إلا القليل، أخاف أن أتكلم أمام الناس، دقات قلبي تزداد بطريقة مفاجئة، إلى جانب التأتأة واحمرار شديد.
زرت طبيبا منذ 13 سنة، لأنني كنت أشعر بوخز في القلب ولا زلت، وتسارع دقاته، فشخص حالتي بالعصبية الشديدة.
أخاف من تعليقات الناس الإيجابية والسلبيية، ومن الانتقادات، ولكي أتفاداها أحاول أن أقوم بكل شيء على أكمل وجه، من دون أخطاء، أريد أن أكون مثالية، وهذا شبه مستحيل، وهذا يتعبني، ويوترني، ويزيد من عصبيتي وقلقي، أشعر بأنني لا أستطيع تحقيق ما أريد، وعدم الرضا عن الذات، فأنعزل في غرفتي لأيام، أنام 12 ساعة أو أكثر، وألوم نفسي كثيرا، وأبكي كثيرا لأتفه الأسباب، حتى علاقتي مع أسرتي ليست جيدة، لا شيء يرضيني أو يفرحني، وكل هذا يؤثر سلبا على دراستي.
ماذا أفعل لكي أرتاح من هذا التوتر؟ أرجوكم تحديد حالتي، فما الذي أعاني منه، هل هو الخجل، أم القلق، أم الرهاب الاجتماعي، أم ماذا؟ وكيف أنظم حياتي وأرضى عنها؟ وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حالتك -إن شاء الله تعالى- بسيطة جدا، وقد شرحتيها بإيجاز، لكن بإتقان شديد.
الذي لديك هو مزيج من القلق النفسي الذي أدى إلى نوع من الرهبة الاجتماعية، والوسوسة التي تحمل طابع المخاوف، وهذا كله أدى إلى تأويلات فكرية سلبية جعلتك لا تحسنين تقدير ذاتك.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت لست مريضة، هذه ظواهر، وهي ظواهر منتشرة، وتعالج من خلال التحقير، وعدم الاهتمام بها، وألا تكوني حساسة حول الأمور، وألا تراقبي ذاتك مراقبة شديدة، وفي ذات الوقت صححي مفاهيمك، وأرجو ألا تعتقدي أنك مراقبة من قبل الناس.
التأتأة البسيطة التي تأتيك أو احمرار الوجه: نعم قد يكون موجودا، خاصة عند المواجهات والمواقف الاجتماعية، لكن ليس بالضخامة والشدة التي تتصورينها.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: صححي مفاهيمك، حقري هذه الأفكار، وما تشعرين به من وخز في القلب ناتج من الشد العصبي، والشد العضلي الناتج من القلق.
أنت تحتاجين لتمارين الاسترخاء أيضا، هذه التمارين ضرورية، يمكنك أن تذهبي إلى الطبيب النفسي ليحولك إلى الأخصائية النفسية، والتي سوف تقوم بتدريبك على هذه التمارين، وإن لم يكن ذلك ممكنا، فموقعنا أعد استشارة تحت رقم (2136015) ذكرت فيها تفاصيل ممتازة وجيدة وببساطة شديدة، أرجو أن تتبعيها وتطبقيها بدقة، وسوف تجدين فيها فائدة كبيرة جدا.
أنت قمت بزيارة الطبيب النفسي قبل ثلاثة عشر سنة، وأنا أؤكد لك أن ظهرت تغيرات كثيرة في هذه المدة وهذه السنوات، فمثلا ظهرت أدوية ذات فائدة عظيمة جدا في علاج الخوف والقلق الاجتماعي، إذا تناولك لأحد هذه الأدوية السليمة سيكون ذو فائدة عظيمة عليك.
من أفضل هذه الأدوية عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat) ويسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine) وفي حالتك أنت محتاجة لجرعة صغيرة، تبدئين بنصف حبة (عشرة مليجرام) يوميا لمدة عشرة أيام، تتناولينها ليلا بعد الأكل، ثم ترفعينها إلى حبة كاملة – أي عشرون مليجراما – يوميا، تتناولينها لمدة شهر، ثم اجعليها حبتين – أي أربعون مليجراما – في اليوم، تناولي عشرين مليجراما صباحا وعشرين مليجراما مساء، وهذه ليست جرعة كبيرة أبدا، والمطلوب منك هو أن تستمري عليها لمدة شهرين، وبعد ذلك يكون قد تم البناء الكيميائي العلاجي مما يجعلك تستفيدين كثيرا من هذا الدواء.
بعد ذلك اخفضي الجرعة إلى حبة واحدة (عشرون مليجراما) تناوليها يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
دواء رائع، مفيد، جيد، ليس له آثار جانبية كثيرة، فقط ربما يزيد شهيتك نحو الطعام قليلا، فاتخذي المحاذير في هذا السياق، وتوجد أدوية كثيرة جدا بخلاف الزيروكسات، منها الـ (زولفت Zoloft) أو يسمى تجاريا (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) ومنها (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) كلها أدوية مفيدة -إن شاء الله تعالى-.
وقطعا ذهابك إلى الطبيب سوف يكون أفضل، أنا أؤيد ذلك كثيرا، وإن كنت مطمئنا تماما لحالتك، فقط اتبعي ما ذكرته لك، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.