أُصبت بجرثومة المعدة وتناولت أدوية عديدة دون فائدة، فما هو الحل؟

0 360

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر (22) عاما، أعاني من القلق المزمن وحالة اكتئاب، أنا إنسانة راضية تمام الرضا بقضاء الله وقدره، ولكني أعاني من آلام شديدة في المعدة، ولا ينتهي الأسبوع إلا وأنا في المستشفى؛ لأخذ المسكنات اللازمة لتهدئة معدتي.

بدأت المعاناة حينما أصبت بجرثومة في معدتي، تم العلاج وتناولت الأدوية لكن دون جدوى، لقد نقص وزني (12) كجم، زرت العديد من عيادات الباطنية، ورأيت العديد من المستشارين والأخصائيين، كل الأدوية التي تناولتها منهم لم يكن لها أي مفعول، أجد أن معدتي تهدأ لمدة يومين ثم يعاودني الألم من جديد، تعبت جدا، وذهبت إلى المستشفى الحكومي وأجريت المنظار؛ للفحص والتأكد، وكانت النتيجة بأنني أعاني من ارتجاع المريء مع جرثومة المعدة، تناولت الأدوية التي وصفها الطبيب، ولم أر أي نتيجة.

ذهبت إلى الرقاة الشرعيين، شعرت بالراحة النفسية - بفضل الله -، لكن الآلام ظلت موجودة ولم تغادرني، ثم بعد ذلك أخبرتني إحدى صديقاتي عن طبيب نفسي جيد، فقررت الذهاب إليه، فوصف لي دواء (دوجماتيل 50)، ثلاث مرات يوميا، ودواء (زيلاكس 20)، أتناوله يوميا، ودواء
(ميرزاجن 15.5)، حبة واحدة، ودواء (انافرانيل)، في بداية الأمر شعرت بالسعادة، ذقت طعم الحياة، عرفت الراحة، لقد خفت آلام المعدة خفت كثيرا، أصبحت متفائلة لمدة سنة كاملة، وعاد وزني السابق.

حينما كنت متعبة تركت الدراسة، فقد كنت في حالة سيئة جدا، بعد السنة التي أخذت فيها هذه الأدوية انتكست الحالة، لقد تدهورت أكثر من الماضي، وانتابتني نوبات من الخوف والهلع والتفكير بالموت، أصبحت أشعر بأنني سوف أموت، أصبح تفكيري سلبي، فقررت الذهاب إلى طبيب آخر، وصف لي هذه الأدوية وهي: (باروكسات 30)، (ولوكسول 25)، (وبريكسال)، لم أجد من هذه العلاجات أي فائدة، فقد ظهرت في جسمي حبوب كثيرة بسببها، وحينما استشرت الطبيب المعالج، أخبرني أن دواء (الوكسول) هو السبب، تركت الدواء، لك أن تتصور - يا دكتوري الفاضل - كمية الألم النفسي والجسدي الذي عشته، والبكاء، والضيقة، وشفقة الناس.

أنا فتاة متفوقة جدا في دراستي، ذات يوم تلقيت اتصالا من ابنة عمتي، تقول: بأنها رأت رؤيا، وحينما فسرتها عند المفسر، قال لها: ابنة خالك مصابة بالعين، وعليها بالرقية الشرعية، بعد ذلك بدأت أحلم بكوابيس كثيرة، علما بأنني فتاة كتومة، لقد اختلطت الأفكار من حولي، لا أعلم ماذا أعاني؟ أريد أن أكمل دراستي الجامعية، لكني لا أستطيع، أموري متعسرة، مع ذلك أجاهد نفسي لأداء الصلاة وقراءة القرآن والذكر.

كتبت لكم وأريد حلا، أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أقدر تماما كمية الألم النفسي والانزعاج الذي أنت فيه، ولكن في ذات الوقت أقول لك: إن الأمر - إن شاء الله تعالى - أبسط مما تتصورين، هذه حالة نفسوجسدية، القلق والتوترات أدت إلى الأعراض التي أصابت الجهاز الهضمي، ومن ثم أدت أعراض الجهاز الهضمي أيضا إلى المزيد من القلق والتوتر؛ ونتج عن ذلك قطعا كدر وعسر في مزاجك.

الحالة من الناحية السببية واضحة وجلية، وأقول لك العلاج يتكون من الآتي:
1) تغيير نمط الحياة، وهذا مهم وضروري، أدخلي إدخالات جديدة على حياتك، تخلصي من السلبيات، كوني نشطة، نظمي وقتك، ولا تكثري من التردد على الأطباء.

2) قومي بفحص دوري لدى طبيب تثقين فيه، وكثيرا ما يكون طبيب الرعاية الصحية الأولية هو الأفضل، فالكشف الدوري يمنع عنك حقيقة المخاوف المرضية، والشعور الإلحاحي لأن تذهبي لمقابلة الطبيب متى ما شعرت بأي نوع من الآلام، مثلا حتى وإن كانت بسيطة، فالكشف الدوري مرة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر وجد أنه فاعل وناجع جدا.

3) التعبير عن الذات، وعدم الكتمان، وممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، والحفاظ على الصلاة بصورة منضبطة، هذا كله يعود عليك بخير كبير.

4) استجابتك لمضادات الاكتئاب والقلق كانت ممتازة، والآن هنالك دراسات كثيرة تشير أن الأدوية أو دواء نفسي واحد يتميز بخاصية تحسين المزاج مطلوب في مثل حالتك.

ناقشي هذا الأمر مع طبيبك، وأنا أود أن أقترح عقارا يعرف تجاريا باسم (سيمبالتا) (Cymbalta)، ويعرف علميا باسم (دولكستين) (Dyloxetine)، دواء مناسب جدا، فاعل جدا، ممتاز جدا، والجرعة المطلوبة هي ثلاثين مليجراما ليلا، يتم تناولها بعد الأكل لمدة شهر، ثم ستين مليجراما ليلا لمدة ستة أشهر، ثم ثلاثين مليجراما ليلا لمدة عام، وهذه ليست مدة طويلة، ثم ثلاثين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات