السؤال
السلام عليكم
أعاني من اكتئاب حاد، وكنت آخذ زولفت لمدة سنة، وانقطعت عن أخذه لرغبتي في الإنجاب، تركت دراستي؛ لأنها تسبب لي ضغطا في حياتي.
بدأت منذ مدة بقراءة كتب دينية، ولكنني لا أستطيع المداومة على تطبيق المسائل الدينية، بحيث إنني أنقطع عن الصلاة ثم أرجع إليها، وأنقطع مرة أخرى، وهذا مصدر حزني؛ لأني أجد صعوبة في الصلاة في وقتها رغم توفر الوقت، وأحس بعجز وإعياء شديد جدا رغم أني أبقى مستلقية معظم الوقت لمشاهدة التلفاز.
أحس بتأنيب الضمير، ولكن لا شيء يتغير، وأنا على هذه الحال منذ سنوات.
لدي مشكلة أخرى، وهي الإدمان على الأكل، فوزني في ازدياد مستمر، وهو مصدر إزعاج وقلق.
أحس بأني مشتتة، وغير قادرة على التحكم في حياتي التي أصبحت أكثر تعقيدا، وشاكرة لكم هذا المعروف.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ manar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الشعور بالضجر هو أحد سمات الاكتئاب التي تجعل الإنسان لا يسير على نمط حياتي واحد، ولا يستمر حتى على الأشياء الجيدة كالواجبات الدينية مثلا، وهذا لا يعني – أيتها الفاضلة الكريمة – أن يجد الإنسان عذرا لنفسه، لا، النفس يجب أن تقاد ولا تقود، والانسياق للمشاعر السلبية أمر مرفوض تماما.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أعتقد أنك بالفعل في حاجة لأحد محسنات المزاج، ونسبة لتناولك الطعام بصورة قهرية أعتقد أن عقار (بروزاك Prozac)، ويسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine) سيكون هو الأفضل، الفلوكستين مفيد جدا في هذا السياق، كما أنه محسن للمزاج.
أرجو أن تقابلي الطبيب لتشرحي له ما بك، وإن وافق على وصف البروزاك فتناوليه، بجانب تعديل نمط حياتك على الأسس التي ذكرناها لك: الانضباط الشديد، وإلزام النفس بما هو إيجابي، وأن تضعي برامج يومية، تديري من خلالها حياتك ووقتك، واجعلي دائما شعارك أنه لا بد لك من مشروع عمر تسعين لتحقيقه، وتضعين الآليات التي توصلك إلى ذلك دون حسرة على الماضي، ودون خوف من المستقبل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.