السؤال
السلام عليكم
أنا عندي قلق مزمن منذ الطفولة، بدأ بشكل بسيط ثم زاد مع الوقت بشكل تدريجي، ولا زال مستمرا معي حتى الآن، وبدأت بتناول مضادات الاكتئاب منذ 10 سنين، إلى أن أعطت نتائج طيبة معي، ومستمر عليها حتى الآن، وجربت منها أدوية كثيرة.
المشكلة التي أريد السؤال عنها هي: بعد الاستحمام أحس بسخونة في جلدي، ولا أستطيع تحمل ملامسة الملابس لجسمي لمدة 10 ساعات بعد الاستحمام، ولا يحدث تغيير في لون الجلد مع هذا التهييج، ودرجة حرارتي لا تزيد عن الطبيعي.
في البداية تم تشخيص حالتي على أنها حساسية جلدية للماء، ثم بعد تناولي لدواء سيروكسات منذ 4 أعوام تحسنت حالتي النفسية بدرجة كبيرة، واختفت هذه الأعراض، وتبين أنها مرتبطة بحالتي النفسية.
الآن في بعض الأوقات يحدث تغير في حالتي النفسية، فتعود هذه الأعراض. أريد أن أعرف الاسم العلمي لهذا المرض، وهل هو مرض معروف، والآلية التي يحدث بها هذا المرض؟
وأريد السؤال عن دواء أوروريكس aurorix، وفي أي البلاد العربية هذا الدواء موجود؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
الأعراض التي تحدثت عنها قطعا هي أعراض نفسوجسدية، وتسمى (somatization) أي الجسدنة، وهي جزء من أمراض الاكتئاب والقلق والمخاوف.
الآلية التي تحدث بها غير معروفة، لكن يعتقد أن نفس التغيرات الكيميائية المصاحبة للاكتئاب النفسي -مثلا- قد تلعب دورا في هذه العلة، كما أن حساسية الإنسان الذي يعاني من الاكتئاب والقلق والمخاوف والوساوس تجعله يستشعر الأعراض الجسدية حتى وإن كانت بسيطة جدا بصورة مضخمة، هذا لا أحب أن أسميه التوهم –كما يسميه البعض– لا، هنالك علة موجودة واضحة، لكن سببها نفسي.
بالنسبة لمثل هذه الأعراض تستفيد كثيرا من عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) معروف جدا في مصر، ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) لو تناولته بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر مثلا، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله، أعتقد أن ذلك سوف يفيدك كثيرا، بجانب مضاد الاكتئاب الذي تتناوله.
عقار (أوروكس Aurorix) والذي يعرف باسم (مكلوباميد Moclobemide) تنتجه شركة (روش)، وهذا الدواء دواء جيد جدا لعلاج المخاوف الاجتماعية، كما أنه محسن للمزاج، وأعتقد أن هذا الدواء لم يأخذ حظه بين الأطباء بالرغم من جودته ونقائه وميزاته، وأعتقد أن الشركة المنتجة بالرغم من أنها شركة ضخمة جدا، لكنها لم تسوقه بالصورة الصحيحة، هذا هو تفسيري لهذا الأمر.
والأمر الآخر: ربما أن الدواء لم يستحسنه البعض، أطباء كانوا أم مرضى، وذلك أن جرعاته متعددة، بمعنى أن تناوله ثلاث مرات في اليوم هو الذي يعطي نتائج جيدة.
الدواء كان موجودا عندنا هنا في قطر، لكن نسبة لضعف حركته ووصفه تم إيقافه، ومن المفترض أن يكون هذا الدواء موجودا في مصر؛ لأن مصر سوق كبير جدا للأدوية، والدولة الثانية المسوقة للأدوية بصورة واضحة جدا هي المملكة العربية السعودية، فربما يكون موجودا بالمملكة، وأنا قبل سنتين كنت أعرف أنه موجود، لكن في الوقت الحاضر غير متأكد.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.