آثار أدوية الفصام تعيقني عن عملي.. هل أتوقف عنها؟

0 221

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أعاني من انفصام زوراني قبل 3 سنوات، والحمد لله -بفضل الله- تحسنت حالتي إلى الأفضل بعد استعمالي لبعض الأدوية، وهي: (Risperdal 4mg) و (Procyclidine 5mg).

وبفضل الله لا أعاني من الانفصام الآن. ولكن لدي مشكلة يا دكتور، وهي: أني أذهب إلى الجامعة في الصباح الباكر، وإلى الوظيفة في المساء، وأنتهي في وقت متأخر، فهل يمكنني أن أتوقف عن استعمال هذه الأدوية؛ لأن في حال استعمالي الدواء خلال النهار يسبب لي النعاس الشديد، وعند استعمالي قبل النوم يصعب علي الاستيقاظ من النوم؟ فبماذا تنصحني يا دكتور؟

استفسار ثان بسيط يا دكتور: أنا آخذ دواء -للتواصل الاجتماعي- (seroxat 20mg)، هل يمكنني الاستمرار عليه مع دواء (seroxat) بعد التوقف عن استعمال أدوية الانفصام؟

وجزاك الله خيرا، وأنا آسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حياك الله –أخي الكريم– وأنت توجد بيننا في قطر، وإن شاء الله تعالى تقدم لك أفضل الخدمات من خلال استشارات هذه الشبكة، أو من خلال قسم الطب النفسي التابع لمؤسسة حمد.

أخي الكريم: في المقام الأول يجب أن نحمد الله تعالى كثيرا أن حالتك قد استجابت للعلاج الدوائي بصورة ممتازة جدا.

أما فيما يخص التوقف عن العلاج فهذا قرار خاطئ ولا شك في ذلك، رغم إدراكي أنك ظللت في حالة ممتازة ولفترة طويلة، وهذا أمر مبشر، لكن الفصاميات يعرف عنها أنها لا تخلو من انتكاسات في بعض الأحيان، وهذه الأمراض ليست واحدة، فلكل إنسان ظروفه وبناؤه الجيني والموروثي، وبيئته الاجتماعية، هنالك أشياء كثيرة جدا تحدد مدة العلاج الدوائي.

فيا أخي الكريم: هذه المبشرات الطيبة التي سقتها، وهي التحسن الشديد يجب ألا تحرم نفسك منها أبدا، ولا تتخذ قرار الإيقاف عن الدواء، لكن من حقك تماما أن تناقش هذا الأمر مع طبيبك المعالج، هذا أمر جيد، وهي الطريقة الصحيحة.

نعم هنالك ما يسمى بالإجازة الدوائية في بعض الأحيان، حين تستقر أحوال الإنسان يتم التوقف عن الدواء لفترة محدودة، بعدها يتناول الإنسان الدواء، لكن هذه الأمور فيها شيء من الفنيات المعقدة، وأنا لا أدعوك أبدا للتوقف عن الدواء.

أقدر تماما موضوع شكواك حول النعاس، وأنا أعرف أن العمل هو من أفضل وسائل التأهيل، فلا بد أن نشجعك على الاستمرار في عملك، ومشكلة النعاس يمكن أن تحل بعدة طرق، بالرغم من أن الرزبريادال ليس من الأدوية التي تسبب نعاسا شديدا، خاصة بعد أن يتناوله الإنسان لفترة طويلة نسبيا، لكن هنالك تباين وفوارق بين الناس، وأنا أقدر أنه قد سبب لك بعض النعاس.

فيا أخي الكريم: أفضل شيء هو أن تنقل نفسك وتتناول الإبر، هنالك إبر وحقن من الرزبريادال تؤخذ كل أسبوعين، وهذه لا تسبب أي نعاس، وتوجد الآن أيضا إبرة جديدة تسمى (سيستينا) من نفس المجموعة، بل ربما تكون أرقى، هذه يمكن تناوله كل شهر، وهي من أجل الوقاية.

فيا أخي الكريم: هنالك حلول ممتازة، والحمد لله تعالى نحن في خير كثير، فراجع طبيبك، ورتب معه الخطة المستقبلية فيما يخص علاجك.

بالنسبة للزيروكسات: هو دواء جيد وممتاز، لكن أود أن أنبهك لشيء مهم جدا، وهو أن هذا الدواء حساس، والتوقف عنه فجأة له تبعات، منها الآثار الانسحابية، وفي ذات الوقت بالنسبة للذين يعانون من الأمراض الذهانية –مثل مرض الفصام– لا أقول: إنه يسبب مرض الفصام، لكن هنالك دراسات كثيرة تشير أن مضادات الاكتئاب -ومنها الزيروكسات– ربما تساعد على حدوث انتكاسات ذهانية في بعض الأحيان، خاصة إذا كان الإنسان لا يتناول الدواء المضاد للذهان مثل الرزبريادال.

فيا أخي الكريم: ليس هنالك ما يمنعك أبدا من الاستمرار في الزيروكسات، وإلى أي مدى وإلى متى تستمر على هذا الدواء؟ هذا أرجو أن تناقشه مع طبيبك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات