هل أنا -فعلاً- لست رجلًا؟!

0 187

السؤال

أنا أحب زوجتي ولا أرفض لها طلبا -على قدر استطاعتي- وأرجح رغبتها على رغبتي؛ لما أرى فيها من طيبة وضعف، وسعادة عند تلبية رغبتها. وفي بعض الأحيان تغضب وترفض أشياء دنيوية أطلبها منها، وذلك بسبب تعبها، أو تأثير سلبي عليها، وأنا لا أستاء من غضبها، بل أمتصه بكلمات لطيفة، حيث أشعر أنها ضعيفة، وضعفها يدفعها لأن تثور عندما تخاف من أمر أطرحه، حيث لا حيلة لديها سوى ذلك، فهي لا تتقن المجاملة أو التودد، أو الصبر في ترجي أمر صعب عليها جدا، وهنا أنا أضحك، وأرد عليها بطيب الكلام، وأقول لها: سيحصل ما تريدين.

أنا أثق بدينها ثقة كبيرة أكثر من أي ثقة أخرى، وهنا تأتي التعليقات من أهلي: بأني لست رجلا، وأني كرسي في البيت، وهذا يضايقني منهم، فهل هم على حق؟

هل يجب أن أجبرها على أعمال صعبة؛ حتى تقوى شخصيتها، وتصبح أقدر على تحمل المصاعب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأرجو أن تستمر على ما أنت عليه، ولا تستجيب لردود الأفعال، وتمسك بأحكام دينك بما فيها من أقوال وأفعال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

لا شك أن المرأة ضعيفة، وضعفها جزء من جمالها، ومن هنا توجهت وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لنا معاشر الرجال، فقال سيد النساء والرجال: (استوصوا بالنساء خيرا) وقال -صلى الله عليه وسلم- (أحرج حق الضعيفين: اليتيم، والمرأة) ومن واجبنا أن نحفظ فيهن وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- ونتمنى أن تحسن إدارة أهلك دون إدخال أطراف أخرى، وليس هناك داع لإخبار الآخرين بما بينك وبين أهلك، ولا تخبرها بوجهة نظر أهلك؛ حتى تدوم مشاعر الود، وتسلم الصدور، وتصفو النفوس.

وإذا كانت زوجتك متينة الدين فتلك نعمة من رب العالمين، فاحرص على إدامة الوفاق، والتماس الأعذار، وعليها أن توفر لك الاحترام والتقدير؛ لتفوز منك بالحب والأمن.

وكنا نتمنى أن تذكر لنا شيئا مما يحصل؛ حتى نحكم بعد أن نتصور الأوضاع، والحكم على الشيء فرع عن تصوره، ولكننا نؤكد: أن فكرة افتعال المشقة والأزمات ليس بصحيح، ولكن إذا جاءت الصعاب فمن واجبنا أن نستعين بالله ونصبر.

ولا تجبرها على أعمال صعبة، ولكن إذا جاءت الصعوبات فشجعها على الصبر، وعاونها على تجاوز الصعاب.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وقد أسعدنا تواصلك مع موقعك، ونطمع في التواصل والتوضيح، وعرض نماذج من المواقف؛ حتى نتمكن من الحكم إن كانوا على صواب أو كنت على صواب.

ونسأل الله أن يقدر لكما الخير، وأن يديم بينكما الحب والتفاهم، وأن يصلح لنا ولكما النية والذرية.

مواد ذات صلة

الاستشارات